الصحة والغذاء

في مطبخنا.. قنابل موقوتة

تتمنى كل سيدة وجود مطبخ كبير في منزلها يجمع أحدث الأجهزة لفن الطبخ من خلاطات وفرامات وماكينات الكبة وجلايات الصحون، والأفران، والميكروويف…. إلخ.

فهذه الأجهزة، وغيرها كثير، صممت خصيصًا لراحة المرأة والحفاظ على يديها ناعمتين، ومساعدتها على إنجاز أعمالها دون تعب أو إرهاق.

وبالرغم من أن الأمر سيضيف إلى الزوج أعباء مادية جديدة إلا أنه يبقى، وهو وأبناؤه وضيوفه أيضًا، المستفيد الأكبر.

هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان.. وهذا هو حالنا تجاه كل ما يصدره الغرب إلينا، فإذا اشترت «حصة» مثلاً خلاطًا فإن على «إلهام» أن تشتري خلاطًا وفرامة.

ولكن.. هل ستشتري إحداهن طفاية حريق لتضعها في مطبخها إذا ما فعلت الأخرى، أو هل من السيدات من يصر على وضع جهاز إنذار مبكر للحريق؟

 وقد أكدت هيئة الأمن والسلامة المنزلية الأمريكية في بيان لها أن المطبخ هو المكان الأكثر عرضة لاندلاع شرارة الحريق الأولى. وأن معظم الحرائق تكون بسبب الطهي.

فهل تعلمين – سيدتي – أن معظم الحرائق التي تندلع من المطابخ تحدث نتيجة لنسيان «طبخة» على النار بسبب ردها على هاتف المنزل واسترسالها بالحديث مع صديقتها، وغالبًا لا تتوقف عن الكلام إلا عندما يضيق صدرها بسبب انتشار الدخان!

فقد بينت الإحصاءات أن أكثر من 5 آلاف شخص يموتون في الولايات المتحدة سنويًا بسبب الحرائق المنزلية، وأن 21 ألف يصابون بحروق من درجات مختلفة، وأن ذلك يتسبب بخسارة مبان بمبلغ 5،3 ملايين دولار.

احتياطات وقائية

وتوصي هيئة السلامة المنزلية على ربات البيوت ببعض الأمور التي يجب وضعها بعين الاعتبار، منها التأكد من أن الإضاءة في المطبخ جيدة بحيث يمكن رؤية كل شيء فيه بوضوح.

وبعد نضج الطعام تأكدي من إطفاء الموقد.. ولا ترتدي ملابس فضفاضة ذات أكمام واسعة حتى لا تلتقط النار وتشتعل عند تحريك الطعام، خاصة إذا كنت تستخدمين مقلاة فيها زيت أو سمن، أو عندما تحاولين تناول شيء فوق مواقد الاشتعال الخلفية أو الجزء العلوي للفرن.

ويجب الحفاظ على نظافة الفرن والموقد حتى لا يتجمع بقايا الطعام وقطرات الدسم والشحوم لأنها سوف تصبح وقودا للنيران وخليطا سريع الاشتعال.

وإذا كنت تستخدمين رقائق الألومنيوم لتغطية فتحات الموقد، فيجب أن نترك دائمًا ثقبًا في هذه الرقائق كي يتسرب الطعام الذي ينسكب من الأوعية بحيث يبقى بعيدًا عن النار.  وضعي كل ما هو قابل للاشتعال كحمالات القدور والمناشف الورقية بعيدًا عن الموقد والفرن..

وإذا ما قرع الباب أو جرس الهاتف أثناء إعدادك للطهي، فلا بد أولاً من أن تطفئي مصدر النار خاصة إذا كنت تستخدمين مقلاة تحتوي على زيوت، لأن معظم الحرائق الناجمة عن طهي الطعام تعزى بشكل مباشر إلى استعمال الزيوت أو الدهون.

وعند استخدام مقادير كبيرة من الزيوت أو الشحوم في الطهي لا تستعملي مقلاة مسطحة بل استبدلي بها مقلاة عميقة مزودة بغطاء.

ولا تسخني الزيوت أو الدهون أكثر مما ينبغي، ذلك لأنها تبدأ في التحول إلى دخان عندما تصل درجة حرارتها إلى نحو 204 درجات مئوية (400 فهرنهايت) ويمكن أن تشتعل بعد لحظات من انبعاث الدخان.

وفي حال اشتعال الزيت في المقلاة استخدمي طفاية الحريق مباشرة دون تحريكها حتى لا ينسكب الزيت على الأرض فتنزلقي أو يصيبك فتحترقي لا قدر الله.

فإذا لم يكن هناك طفاية – وهذا أكيد بالنسبة لمعظم مطابخنا العربية- فلا تضعي المقلاة تحت صنبور الماء بغية إطفائها. لا تفعلي ذلك مطلقًا! فالماء يتسبب في انتشار اللهب فوق الزيت المحترق، ونظرا لأن الزيت أخف من الماء فإنه سوف يطفو على سطح الماء، فيتطاير الزيت الساخن الملتهب عليك لا قدر الله على جوانب المطبخ.

الطفاية .. الطفاية

مرة أخرى نؤكد على أن أفضل إجراء فوري لإخماد الحرائق الناجمة عن زيت الطهي هو استخدام الطفاية، أو وضع غطاء بأحكام وحذر وجعله ينزلق تدريجيًا من بداية المقلاة إلى نهايتها. فالغطاء يعمل كوقاء حتى تتم التغطية تماما بشكل مأمون.

وعلاوة على ذلك فإنه يحول دون دخول الأكسجين وإزكاء اللهب. وفي حالة عدم وجود غطاء استعملى أداة كبيرة مسطحة بدلا عنه؛ ويمكن استخدام منشفة أو قطعة قماش مبللة بالماء.

لتجنبك حرائق المطبخ

من المهم جدًا إبقاء الأطفال خارج المطبخ ولا تجعليهم يقتربون منك أثناء الطهي وخاصة القلي.

واحرصي على ألا ترتبكي إذا ما شب حريق، وإذا وجدت صعوبة بإطفاء الحريق فسارعي بطلب المساعدة من إدارة الإطفاء حتى وإن بدا الحريق صغيرًا واعتقدت أن بإمكانك إطفاءه قبل وصول رجال مكافحة الحريق، فإدارة الإطفاء تحبذ أن تجد الحريق وقد أطفئ بدلاً من أن يتم استدعاؤها بعد فوات الأوان لإنقاذ الأرواح أو المنزل.

وأفضل تدابير الوقاية من الحرائق هي منع نشوبها. وكوني شديد الحذر بشكل خاص عند استعمال الزيوت أو الدهون في طهي الطعام. وتذكري أن الوقاية خير من العلاج وأن منع اندلاع الحريق هو أفضل وسائل الوقاية.

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم