الصحة والغذاء

فيتامين «ب6».. عنصر مهم للأعصاب

لتثق أيها القارئ أنه يستحيل الحصول على الهدوء العصبي بغير تغذية صحية ومتزنة. فإن التوتر الدائم والقلق العصبي الزائد، إنما هي علامات تدل في الغالب على أن جسمك يحتج بهذه الوسائل على سوء تغذيته وعدم تزويده بما يلزمه باستمرار من فيتامينات الهدوء العصبي والاسترخاء ولا سيما فيتامين «ب6» المعروف بالبيريدوكسين Pyridoxin. وهو الذي يوجد بوفرة في الخميرة حيث تحتوي مئة جرام منها على 2.47 ميللجرام في حين يوجد في كل من: جنين القمح بتركيز لا يتجاوز 1.03، الكبد 0.81، اللحم 0.45، البسلة الجافة 0.4 ميللجرام.

لقد تأكد الباحثون من أن لهذا الفيتامين دورًا مهمًا في وظائف الأعصاب ونقل الإشارات العصبية وفي تصنيع الكثير من الكيميائيات التي تستخدم كنواقل عصبية، كما تأكدوا من دوره في تهدئة وإراحة الأعصاب، إذ أجرى الباحث «سبايس» بجامعة «نورث وسترن» اختبارًا على متطوعين من البشر بإعطائهم جميع فيتامينات «ب» ما عدا البيريدوكسين، فأصبحوا فريسة سهلة للتوتر العصبي والأرق وصاروا عرضة للتهيج والكآبة والوسواس وغدت أياديهم ترتعد وتأتي بحركات مضطربة لاإرادية.

ولكن ما إن أعطوا مزيدًا من الفيتامين حتى عادوا إلى طبيعتهم السوية، وبعد أن كانوا مؤرقين، لا ينامون صاروا ينامون بعمق كالأطفال. وثمة دليل آخر يقدمه باحثو علم التداخلات الغذائية فقد لاحظوا أن النساء اللواتي يتناولن أقراص منع الحمل يعانين من كآبة وقلق وتوتر زائد، وكان السبب هو أن هذه الأقراص تتداخل على نحو سلبي مع البيريدوكسين، مما يؤدي إلى نقصه في الأبدان.

ونضيف بأن للفيتامين مفعولًا مهدئًا لمراكز القيء في المخ. ولأجل ذلك فهو يوصف للحوامل في شهور الحمل الأولى لوقف القيء المتكرر. والحق أن من المفيد للغاية في مثل هذه الحالات تناول خميرة البيرة الأغنى في البيريدوكسين فهي الأفضل من أقراص الفيتامينات لأن زيادة جرعاتها قد تحدث اضطرابات الجهاز العصبي المركزي بدلاً من أن تعالج حالة الكآبة والتوتر العصبي.

أ.د. فوزي عبد القادر الفيشاوي – أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم