الصحة والغذاء

فول الصويا.. وعلاج السرطان

يعتبر السرطان هو السبب الثاني بعد أمراض القلب في الوفاة وتصل نسبة الوفاة الناتجة عن الإصابة بالسرطان بمعدل فرد من بين أربعة أفراد في الولايات المتحدة الأمريكية. وعمومًا تختلف نسبة الوفاة الناتجة عن الإصابة بمرض السرطان من بلد لآخر تبعًا لاختلاف أساليب الحياة التي من أهمها أسلوب التغذية. ولقد أوصى المعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدة الأمريكية بضرورة وضع ضوابط لأسلوب التغذية وذلك بتخفيض كمية الدهون في الغذاء وزيادة كمية الفاكهة والخضر والألياف الغذائية.

وقد أظهرت الأبحاث في كل من اليابان والولايات المتحدة، أن إدخال منتجات فول الصويا في الوجبات الغذائية تعمل على خفض نسبة الإصابة بالسرطان، فقد حدد المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية خمسة مركبات كيميائية في فول الصويا تعمل كمضادات لأمراض السرطان وهذه المركبات، هي: (الفيتوستيرولات Phytosterols أو الايزوفلافونات، الفيتات Phytates، السانوبينات Saponins، مثبطات البروتييز Protease Inhibitors، الأحماض الفينولية Phenolic Acids ). وهذه المركبات متجمعة هي التي تعمل كمضادات للسرطان، والتي لا توجد بهذه الصورة إلا في فول الصويا، وخاصة مركبات الأيزوفلافون التي ينفرد بها فول الصويا، وأهم هذه المركبات الجنستين والداياديزين Genistein & Diadzein.

وتعتبر زيادة هرمون الإستروجين في الدم هي العامل الخطر المسبب لسرطان الثدي، وعلى ذلك فإن تثبيط وخفض هذا الهرمون في الدم يساعد على خفض الإصابة، وتعمل مركبات الأيزوفلافون على الالتصاق بهرمون الإستروجين لإضعاف تأثيره، وبالتالي عدم الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء. ويلاحظ أن الشعوب التي تعتمد في تغذيتها على فول الصويا ومنتجاته ينخفض فيها نسبة الإصابة بسرطان الثدي. فنسبة الوفاة الناتجة عن سرطان الثدي في اليابان تصل 4/1 نسبة الإصابة في أمريكا لاعتماد اليابانيين على فول الصويا ومنتجاته في معظم الوجبات الغذائية.

أظهرت عديد من الدراسات تأثير أيزوفلافونات فول الصويا الفعال كمواد مضادة للأكسدة، وكذلك مانعة لحدوث السرطان. ويعتقد أن الأيزوفلافونات الموجودة في فول الصويا ترتبط مع مستقبلات الإستروجين وتقلل بعض التأثيرات الناتجة من الإستروجين والمسببة لحدوث السرطان. وقد تؤدي الوجبة الغنية في بروتينات الصويا إلى تقليل أخطار حدوث سرطان الثدي.

في دراسة وجد أن الإصابة بسرطان الثدي تنخفض نسبته 50% في النساء اللاتي يتناولن منتجات الصويا. فمركبات الأيزوفلافون مثل الجنستين تعمل على تثبيط كل من الإستروجين المرتبط وغير المرتبط في خلايا الصدر.

ووجد أن الفيتات ترتبط مع الألياف النباتية وذلك يقلل معدل الإصابة بسرطان القولون.

ودراسة أخرى أظهرت أن النساء في قارة آسيا الذين يتناولون كميات كبيرة من فول الصويا يكن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي من النساء في الغرب. كذلك وجد أن النساء في قارة آسيا يكون لهن دورة طمث طويلة. وحيث إن قصر دورة الطمث تؤدي إلى التعرض بدرجة كبيرة إلى الأستروجين، مما يجعل السيدات في أخطار كبرى للإصابة بسرطان الثدي.

وأثبتت بعض الدراسات أن استهلاك فول الصويا يكون مصحوبًا بانخفاض معدل الإصابة بسرطان الثدي والقولون ووضحت أن جليكوزيدات الأيزوفلافونات الموجودة في فول الصويا تتحول بواسطة بكتيريا الأمعاء إلى مواد شبيهة بالهرمونات ذات نشاط إستروجيني ضعيف مع وجود نشاط مانع للأكسدة، وهذه المواد لا تؤثر فقط على تمثيل الهرمونات الجنسية والنشاط الحيوي، ولكنها تؤثر أيضًا على الإنزيمات الخلوية، وعوامل النمو، وحيوية الخلايا وتنوعها ونشاطها. وهذه الدلائل تجعل من الأيزوفلافونات عاملاً قويا كمواد طبيعية للحماية من السرطان.

وذُكر أنه توجد أكثر من 100 دراسة وبحث أوضحت أن الجنستين (أحد أنواع الأيزوفلافونات) يعمل على تثبيط نمو عدد كبير من خلايا سرطان الصدر والقولون والرئة والدم والبروستاتا. وأظهرت هذه الدراسات أن تناول أي منتج من منتجات فول الصويا يوميًا يخفض من خطر الإصابة بالسرطان، كما يعمل الجنستين على تثبيط نشاط بعض الإنزيمات مثل DNA Topoisomerase & Tyrosine Protein Kinase التي تتداخل في تنظيم ومراقبة الخلايا. ويقوم الجنستين بتثبيط نمو الأوعية الدموية الجديدة التي تؤدي إلى حدوث أورام. كذلك يزيد الجنستين من فاعلية أدوية علاج السرطان.

ودراسة أثبتت أن تناول عقار جنيستاين أيزوفلافونات فول الصويا الغذائي لمدة 30 يومًا يزيد بدرجة معنوية عالية من نشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة في الأمعاء الدقيقة، والكبد، والكلى في الفئران. وترجع تلك النتائج من تحسين نشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة نتيجة الفعل المتواصل للجنيستاين.

دراسة أخرى أثبتت أن منتجات الصويا الغذائية تقلل من سرطان البروستاتا عندما أجري تجربة تغذية على الفئران باستخدام بروتينات الصويا ذات مستويات مختلفة من الفيتوكيميائيات عند مستوى 20% بروتين صويا، والتغذية لمدة 3 أسابيع، حيث وجد أن حجم الورم قل بمعدل يتراوح 11-40% عند التغذية على وجبات تحتوي على بروتين الصويا. كما وجد أن تناول بروتينات فول الصويا لها علاقة بخفض الإصابة بسرطان الثدي.

وكذلك فإن الإستروجينات النباتية Phytostrogen عبارة عن مركبات طبيعية توجد في أغذية فعالة في عالم النبات وهي تتصف بتأثيرها المفيد لصحة الأجسام وإن الإيزوفلافونات توجد بكثرة في فول الصويا ومنتجات الصويا البروتينية، ولذلك يطلق على فول الصويا اصطلاح منجم الأيزوفلافونات. وأن الأبحاث الحديثة أثبتت أن الإستروجين المخلق قد يسبب عددًا من الـمراض الخطيرة مثل سرطان الرحم والثدي للسيدات التي يتناولن الإستروجين، ولذلك ينصح بتناول كميات كبير من منتجات فول الصويا كمصدر للإستروجين.

أيضًا يوجد احتمال أن مكونات فول الصويا تعمل بطريقة متراكبة من خلال الميكانيكيات المختلفة من أجل خفض الكوليسترول الذي يحتوي على ليبوبروتين منخفض الكثافة، وكذلك من أجل تقليل أكسدتها.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم