الصحة والغذاء

عنصر الحديد.. وفقر الدم

جعل الله سبحانه وتعالى للجسم القدرة على إعادة تدوير عنصر الحديد الهام والأساسي لتكوين الهيوموغلبين وهو البروتين الأساسي الحامل للأوكسجين في الدم، فعندما تبلغ كريات الدم الحمراء نهاية عمرها في دورة حياتها البالغة 120 يومًا تستبدل الكريات الهرمة بكريات مولودة، ولكن يتم استعادة الحديد من الكريات الهرمة للاستفادة منه في تكوين الكريات الشابة الجديدة.

 ومع ذلك، فإن إعادة تدوير الحديد لا تكون كافية وحدها لتوفير هذا العنصر الحيوي، ويعتبر نقص عنصر الحديد أحد أكثر الأسباب شيوعًا لمرض فقر الدم في الكبار والصغار؛ ولا سيما للصغار الذين يتعرضون لفقر الدم عندما لا يحتوي غذاؤهم على كمية كافية من عنصر الحديد وذلك لحاجة أجسامهم النامية لعنصر بنّاء كالحديد. أما الكبار فإنهم يفقدون عنصر الحديد عند تعرضهم لنزيف مزمن من أحد الأجهزة كالجهاز الهضمي أو البولي أو من الجهاز التناسلي أو أثناء الحمل. ولا يكفي الغذاء وحده لتعويض الجسم عند فقدان كمية من الحديد إذ لابد من تناول أدوية الحديد لتعويض النقص وخصوصًا لدى الحوامل اللاتي يحتاج أجنتهن إلى هذا العنصر.

ويبلغ معدل الحديد في الغذاء 6 ملليغرامات في كل 1000 سعرة حرارية من الغذاء ويستهلك الجسم حوالي 12 ملليغرامًا من الحديد يوميًا. وأفضل مصدر للحديد هو اللحم ويمكن للجسم امتصاص قرابة 2 ملليغرام من الحديد عن طريق الجهاز الهضمي وفقد مثل ذلك يوميًا.

ولكن هناك العديد من العوامل التي تقلل من امتصاص الحديد من الجهاز الهضمي من ضمنها مضادات الحموضة والفوسفات والألياف.

أعراض نقص الحديد

يحس المريض بأعراض فقر الدم كالإرهاق، وسرعة التعب، وضيق التنفس. وهناك أعراض غريبة أحيانًا كالتوحم، والرغبة في أكل أشياء غريبة كالثلج والنشا أو الرمل، وقد يحدث تشقق في اللسان أو في الشفة وتغير في أظافر اليدين.

التشخيص

إن فحص الدم المخبري كفيل بتشخيص هذه الحالة ويمكن قياس مستوى الحديد في الدم أو مستوى البروتين الناقل له أو البروتين المخزن له وفي بعض الأحيان النادرة يحتاج لفحص نخاع العظم لمعرفة كمية الحديد المتوفرة فيه.

العلاج  

لا بد من معرفة السبب قبل بدء العلاج. فإذا كان نقص الحديد بسبب نزيف مزمن فلا بدَّ من معالجة النزيف أولًا، ثم التزود بحبوب الحديد لتعويض النقص. وإذا كان النقص لقلة تناول الحديد مع الغذاء أو ضعف امتصاصه فلا بدَّ من أخذ دواء لتعويض الحديد.

ويحتاج المريض إلى شهر أو شهر ونصف لتبدأ فعالية الحبوب التعويضية. وقد يحتاج في الحالات المرضية الشديدة إلى إعطاء حقن تعويضية أو إعطاء هرمون لتنشيط عملية تصنيع الحديد.

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم