الصحة والغذاء

حلول عملية لأطفال تكره الألعاب الجماعية

إذا اكتشفت أن طفلك يكره المشاركة في الألعاب الرياضية الجماعية أو صرح لك بذلك، فلا تقلق.. فهناك نشاطات بدنية أخرى توفر له الفرصة للاحتفاظ بلياقة جسمية مرتفعة.

لكن يُفضل معرفة أسباب عدم اهتمام الطفل بمشاركة الآخرين، فربما يعاني مخاوف يمكن التخلص منها، أو يحتاج فقط لمن يوجهه نحو النشاط الذي يناسبه بعد أن يكتشف مواهبه نحو اللعبة.

ابحث أولًا عن أسباب عزوف طفلك عن المشاركة في الألعاب الرياضية الجماعية.. وربما تعود إلى واحد أو أكثر من الأسباب التالية:

– الفروق الفردية: رغم توفر ألعاب رياضية عديدة تناسب الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، فإن هناك فروقًا فردية بين الأطفال، حيث إن بعضهم لا يكتسب المهارات الجسمية الضرورية لممارسة لعبة معينة قبل بلوغ السادسة أو السابعة.

ولا يملك البعض الآخر القدرة على التركيز واستيعاب قواعد اللعبة قبل بلوغ هذه السن.

– التدريب: إذا لم يتلق طفلك تدريبًا كافيًا على رياضة معينة فقد يحتاج إلى فترة من الزمن حتى يتقن المهارات الضرورية لهذه اللعبة مثل ركل كرة القدم أثناء الجري أو التصويب في المرمى.

– الإفراط في المنافسة: بعض الأطفال تحفزه الألعاب التنافسية، إلا أن الطفل العادي وخاصة الذي لا يميل لممارسة الرياضة لا يكون مستعدًا للضغوط المتزايدة إلا عندما يبلغ الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره. ويشعر بالعصبية إذا وجه له المدرب أوامر بصوت عالٍ وفج، أو عندما ينصب جل اهتمام الفريق على الفوز.

ولتجنب حدوث ذلك، عليك أولًا أن تتحقق من طبيعة اللعبة المقترح انضمام طفلك إليها، والتحدث مع المدرب حول أهداف تلك اللعبة. وهناك اتحادات رياضية لديها فرق رياضية غير تنافسية. وحتى في الفرق التنافسية ينبغي أن يظل المناخ إيجابيًا وبناء بين جميع أعضاء الفريق.

ومع تقدم العمر، يستطيع الأطفال التعامل مع مظاهر أكثر تنافسية مثل تسجيل النقاط ورصد نتائج الفوز والخسارة للموسم الرياضي.

– رهبة المنافسة أمام جمهور: بعض الأطفال خجل بطبيعته وقد يعزف عن ممارسة رياضة معينة خوفًا من التقصير في الأداء أمام الجمهور، خاصة إذا كانت هناك منافسة شديدة بين الفرق الرياضية وكان مدربه يطالبه بضرورة الفوز.

في هذه الحالة يتعين عليك كأب أن تكون واقعيًا، فمعظم الأطفال لن يصبحوا حاملين لأوسمة أوليمبية أو حاصلين على منح رياضية. دع طفلك يعرف أن الهدف هو أن يصبح صحيح الجسم ويحظى بشيء من المتعة والمرح. وإذا لم يتفق المدرب وأفراد الفريق على ذلك، فربما يتعين عليك البحث عن نادٍ آخر أو هواية رياضية أخرى تناسبه وتحقق الهدف المرجو له.

كما قد يصاب الطفل بالإحباط بسبب المحاولة والفشل، وخاصة عند التدريب أمام أقرانه إذا ضغط عليه. ولتجنيبه هذا الشعور، عليك أن تتدرب معه في المنزل سواء بالتباري في العدو أو إحراز أهداف في كرة السلة أو الجري سويًا أو ترتيب تدريب خاص له، وبذلك تمنح طفلك الفرصة لبناء مهاراته ولياقته البدنية وأن يتدرب بحرية على مهارات جديدة ويخاطر بالفشل دون الشعور بالخجل عندما يكون بين أقرانه.

– البحث عن رياضة مناسبة: لكل طفل مهارات جسمية وقدرات مختلفة عن غيره تجعله ينجح في تلك اللعبة أكثر من غيرها. فربما يفتقد طفلك ملكة التنسيق بين اليد والعين المطلوبة في لعبة السلة، ولكن لديه الدافع والبنية الجسمانية التي تؤهله ليكون سباحًا أو عدّاء ماهرًا. كما أن فكرة الرياضة الذاتية قد تكون أكثر إغراء عند بعض الأطفال الذي يحب ممارسة الرياضة بمفرده. ولذلك يتعين عليك النظر في اهتمامات طفلك، وابحث معه عن خيارات تناسب قدراته ومهارته وتمنحه الفرصة لاستثمار طاقته، أو أن توصي متخصصا لاكتشاف مواهبه، ومن ثم رأيه في تطويرها وتنميتها.

– دعم اختياراته: حاول أن تكون متفتح الذهن دائمًا مع طفلك واستمع له، فربما يكون مهتمًا بنشاط غير متوفر في المدرسة، وتحدث مع مسؤولي المدرسة حول تأسيس فريق جديد أو إيجاد فريق محلي للعبة التي يرغب فيها. وكن صبورًا إذا واجه طفلك صعوبة في اختيار نشاط معين أو الاستمرار فيه. الأمر يتطلب في الغالب عدة محاولات قبل أن يجد الطفل النشاط المناسب له، وعندئذ ستشعر بالسرور على ما بذلته من وقت وجهد لتحقيق ذلك. بينما سيمثل ذلك لطفلك خطوة كبيرة نحو اكتشاف عادات مفعمة بالنشاط والحيوية قد تدوم طوال العمر.

– عراقيل أخرى: تختلف معدلات النضج بين الأطفال، لذلك نلاحظ اختلافات كبيرة في الأطوال والأوزان والقدرات الرياضية بين الأطفال الذين ينتمون إلى مجموعة عمرية واحدة.

وإذا كان طفلك أكبر أو أصغر كثيرًا في الجسم من أقرانه الذين في نفس عمره، أو أقل مهارة أو ليس في مثل قوتهم، فربما يشعر بالخجل والقلق عند التنافس معهم. وربما يخاف طفلك من أن يصاب أو يقلق من عدم استطاعته مواصلة اللعب مع أقرانه. وعلى سبيل المثال، إذا كان طفلك زائد الوزن، فربما يفتقر إلى القدرة على تحمل العدو، لكنه يتمتع برياضة أخرى مثل السباحة. وإذا كان قصيرًا فربما لا ينجح في لعبة مثل كرة سلة التي تحتاج لأطوال كبيرة، لكنه ربما يتمتع بلعبة مثل المصارعة الرومانية أو الحرة.

د.إسماعيل خليل عباس – استشاري السمنة واللياقة البدنية

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم