الصحة والغذاء

تدبيس.. وتخسيس

الأشخاص السمان الذين فشلوا في التخلص من أوزانهم الزائدة مع برامج الحمية والتمارين الرياضية أصبحوا يلجؤون إلى عملية تدبيس المعدة جراحيًا كحل نهائي للتخسيس.

إقبال وأخطار

وفي الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الذين يجرون هذه العملية، بدأت تطرح حولها تساؤلات تتعلق بالأخطار التي تنجم عن إجرائها، خصوصًا بعد موت مريضين في ولاية نيو إنغلاند نتيجة إجراء عملية تدبيس المعدة (Stomach stapling).

كما يتم نشر تقارير صحفية بين الحين والآخر عن عمليات جراحية أخرى للتخسيس مثل شفط الدهون والسلبيات التي ترافقها.

هنالك أيضًا عمليات تصغير حجم الأمعاء التي تجرى بشكل محدود بعد أن صارت مقبولة عند الناس.

تعددت الأسباب

وربما تكون المخاطرة مستحقة، ذلك أن أخطار عدم إجراء عملية تدبيس المعدة أكبر من إجراء العملية ذاتها.

بل إن عددًا أكبر من المرضى يموتون وهم ينتظرون إجراءها من المرضى الذي يموتون بعد إجرائها.

هذا ما أكدته (Janey Pratt) أستاذة الجراحة بمستشفى ماساتشوسيتس العام (G.M. H) في بوسطن الذي يجري سنويًا أكثر من 300 عملية من العمليات التي تعرف  رسميًا  بعمليات  الطريق الجانبي (gastric bypass).

أثناء العملية يتم تدبيس المعدة (بالدبابيس) أو تخييط جزء منها في شكل كيس صغير بحجم البيضة من شأنه أن يقيد كمية الطعام التي يستطيع الشخص أن يتناولها.

كما يتم مجانبة جزء من الأمعاء الدقيقة (بطريق جانبي يتم زراعته) بغرض التقليل من كميات العناصر الغذائية التي تمتصها الأمعاء الدقيقة.

وبعد أن أصبحت هذه العملية شائعة الإجراء في بعض البلدان، يمكن القول بثقة إن من الأخطار التي تصاحب هذه العمليات التهاب الجروح والتسربات، وبين الحين والآخر تجلطات دموية قد تهدد حياة المريض.

وحسب السجل الدولي لعمليات تدبيس المعدة (International Bariatric Surgery) فإن من بين ألف مريض يجري عمليات التخسيس، فإن مريضًا واحدًا يموت خلال الأسابيع الأربعة الأولى من العملية، ويموت ثلاثة مرضى خلال ثلاثة أشهر. بعض الجراحين يقدرون أن مريضًا واحدًا يموت من بين كل مئة يجري العملية.

على كل حال

العملية عادة لا تجرى لمن يعاني من سمنة بسيطة. وفي الغالب يتحتم لمن يجريها أن يزيد وزنه بمقدار 100 رطل عن الوزن الطبيعي، وأن يكون فشل في محاولاته السابقة للإنقاص من وزنه.

ولم تعد هذه العمليات نوعًا من علاجات الغموض، كزيت من زيوت الثعابين مثلاً أو مسحوق مستخلص من أحد أنياب النمور (إنها عمليات قياسية معروفة)، عمليات لها مفعولها الناجح.

بل إن الكثير من شركات التأمين أصبحت تغطيها، لأن تكاليف العلاجات المصاحبة للسمنة، من سكري وضغوط دم على أقل تقدير، هي أكبر من تكاليف الجراحة.

ترجمة: د. سعود سعيد سيد

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم