الصحة والغذاء

الكالسيوم.. وأطفالنا

هناك عدد من الأسئلة التي تشغل بال الأمهات، يتعلق بالكالسيوم  وأهميته وكيفية إمداد أطفالنا بالكميات الكافية منه. وفيما يلي نقدم إجابات كافية عن هذا المعدن الهام وأهميته لصحة الأطفال.

– ما أهمية الكالسيوم لجسم الطفل؟

يستخدم الجسم الكالسيوم أثناء الطفولة والمراهقة لبناء عظام قوية، وهي عملية هامة لا تكتمل إلا في نهاية أعوام المراهقة. ويبدأ كالسيوم العظام في التناقص في البالغين في متوسط العمر وخاصة في النساء. وفي الأطفال يؤدي نقص الكالسيوم بالإضافة إلى نقص فيتامين “د” إلى مرض لين العظام (الكساح).

ويكون المراهقون، وخاصة البنات منهم الذين لا تمدهم وجباتهم بالمغذيات اللازمة لبناء عظامهم بالشكل المناسب، معرضين لخطر هشاشة العظام الذي يزيد من مخاطر حدوث الكسور بسبب ضعف العظام. ويلعب الكالسيوم دورًا هامًا في تقلص العضلات ونقل الرسائل خلال الأعصاب وكذلك في تحرير الهرمونات. وإذا كانت مستويات الكالسيوم الموجودة في الدم منخفضة نظرًا لقلة تناول الكالسيوم، فإن الكالسيوم في هذه الحالة ينتزع من العظام لتحقيق وظيفة طبيعية للخلايا. وعندما يتناول الأطفال كميات كافية من الكالسيوم ويمارسون النشاط البدني بصورة كافية كذلك وخاصة في فترة الطفولة والمراهقة، فإنهم بذلك يبدؤون حياتهم كبالغين بعظام قوية.

ما هي كميات الكالسيوم التي ينبغي أن يتناولها الطفل؟

تحدد الإرشادات الغذائية الدولية، النسب التالية من الكالسيوم للأطفال:

– من عام إلى عامين: 500 ملجم يوميًا.

– من سن 8 – 4 أعوام: 800 ملجم يوميًا.

– من سن 9 – 18 عامًا: 1300 ملجم يوميًا.

ما المصادر الجيدة للكالسيوم؟

يعتبر الحليب، ومنتجات الألبان الأخرى مصادر جيدة للكالسيوم. وعادة ما يتم تدعيم هذه المنتجات بفيتامين “د” المهم أيضًا لصحة العظام.

ولا يمكن أن نغفل الأطعمة الأخرى الغنية بالكالسيوم مثل: عصير البرتقال، ومنتجات الصويا، والفاصوليا، والبروكلي والملفوف.

وفيما يلي جدول يضم محتوى منتجات الألبان وغيرها من الأطعمة بالكالسيوم:

– هل هناك محظورات على تناول الحليب؟

لا ينبغي أن يتناول الأطفال دون العام الواحد أي من منتجات للألبان على الإطلاق؛ حيث يحتمل أن يكون لديهم حساسية من الحليب؛ لذا يفضل الالتزام بالرضاعة الطبيعية أو الألبان الصناعية المحضرة خصيصًا للأطفال وذلك كمصدر غذائي أساسي خلال العام الأول من العمر.

في المقابل، ينبغي أن يتناول الأطفال بين العام الأول والثاني، الحليب كامل الدسم؛ إمدادهم بالدهون المغذية التي يحتاجون إليها في هذه المرحلة لنمو سليم.

وبعد العام الثاني من العمر، ينصح بأن يتناول الأطفال الحليب العادى أو حليبات الأطفال المخصصة لمثل هذه الأعمار.

 وتوصي الإرشادات الغذائية، بتناول كوبين من الحليب (473 ملليلترًا) يوميًا للأطفال من سن عامين إلى 8 سنوات، و3 أكواب (710 ملليلترًا) من الحليب للأطفال أكبر من 9 أعوام.

هل نقدم الحليب للأطفال الذين يعانون حساسية اللاكتوز؟

يعاني هؤلاء الأطفال من نقص في إنزيم اللاكتوز المعوي الذي يساعد على هضم سكر (اللاكتوز) الموجود بمنتجات الألبان. وقد يعاني هؤلاء الأطفال من الإسهال عقب تناولهم لكوب من الحليب أو لمنتج من منتجات الألبان. ولحسن الحظ، توجد أنواع من منتجات الألبان منخفضة اللاكتوز وأخرى خالية من اللاكتوز، يمكن إضافتها إلى منتجات الألبان؛ حتى يستمتع الأطفال الذين يعانون حساسية من اللاكتوز بمنتجات الألبان ويستفيدون من الكالسيوم التي تحتويه هذه المكونات. علاوة على ذلك، تحتوي بعض أنواع الجبن الصلبة القديمة مثل الجبن الشيدر على لاكتوز أقل، كما أن الزبادي الحيوي يعتبر أسهل في الهضم، وأقل في احتمال تسببه في مشكلات هضم اللاكتوز.

– كيف يحصل الأطفال النباتيون على كفايتهم من الكالسيوم؟

يقلق آباء الأطفال النباتيين، سواء كانوا نباتيين تمامًا أو يتناولون البيض مع الخضراوات فقط بشأن إمكانية إمداد جسمهم بما يكفيه من الكالسيوم. ورغم أن الأمر يشكل تحديًا صعبًا، إلا أن المصادر الجيدة للكالسيوم تشمل الخضراوات الورقية داكنة اللون مثل البروكلي، والمنتجات المدعمة بالكالسيوم مثل البرتقال والصويا ومشروبات الأرز والحبوب، وكذلك مكملات الكالسيوم.

– هل تناول الحليب يسبب السمنة؟

قد تتجنب بعض المراهقات منتجات الحليب عند اتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن؛ اعتقاد منهن أن هذا الأغذية تزيد الوزن، وهذا اعتقاد خاطئ.

إذ يحتوي كوب من الحليب منزوع الدسم (ما يعادل 240 ملليليترًا) على 80 سعرًا حراريًا فقط، وصفر دهون. وتمد هذه الكمية المراهقة بربع احتياجاتها اليومي من الكالسيوم.

في المقابل، تشير الأبحاث العلمية الحديثة، إلى أن الاعتماد على برنامج غذائي غني بالكالسيوم يفيد في إنقاص الوزن.

ومن بين ذلك دراسة ماجستير أجرتها الباحثة السعودية طرفة بنت إبراهيم آل إبراهيم، ووجدت أن تناول 3حصص يوميًا من منتجات الألبان يؤدي إلى نقص الوزن ودهون الجسم. وقد أجريت هذه الدراسة على 120موظفة من كليات البنات بالرياض تراوحت أعمارهن ما بين 23- 50 سنة.

– كيف نمد أطفالنا الذين لا يحبون الحليب بالكالسيوم؟

سواء كان طفلك يحب منتجات الألبان أو يكره أي غذاء محتو على الكالسيوم، هناك طرق مبتكرة يمكن استخدامها للتأكد من أن طفلك يحصل على احتياجاته الكافية مع الكالسيوم سواء كان طفلك يحب منتجات الألبان أو يكره أي غذاء محتو على هذا المعدن الهام، تشمل ما يلي:

– أضيفي الجبن الأبيض للوجبات والشطائر.

– أضيفي بعض الشيدر إلى البيض المحضر بطريقة الأومليت.

– استخدمي الخبز الرقيق في عمل الشطائر حتى يسهل لفه وقومي بحشوه بشرائح الديك الرومي والجبن والخس والطماطم.

– ابتكري نوعًا من البيتزا الصغيرة وضعي على سطحها جبن الموزريلا قليلة الدسم أو عيش الغراب والفلفل الأخضر والطماطم وقطع الدجاج المشوي مع صلصة الطماطم.

– قدمي لأطفالك نوع من البسكويت المملح مع الجبن قليل الدسم في وجبة العشاء.

– حضرى شطائر الجبن في التو ستر، واستخدمي القطاعات التي على شكل حيوانات ونجوم وقلوب أو أي أشكال محببة وذلك في تقطع كافة أنواع الجبن وتشكيلها.

– قدمي لأطفالك بعض البقدونس مع الجبن المخفوق كوجبة خفيفة تقدم بين الوجبات.

– ضعي على الخضراوات التي يبتعد عنها الأطفال نوعًا من الجبن المنصهر قليل الدسم.

– أضيفي بعض النكهات للحليب التي يحبها طفلك للحليب مثل عصير الفراولة أو الشيكولاتة إلى الحليب.

– قدمي لطفلك الزبادي المجمد قليل الدسم أو خالي الدسم المزين بالفاكهة الطازجة.

-عند التسوق لشراء أطعمه يفضل البحث عن أغذية مدعمة بالكالسيوم متضمنة الخبز والحبوب والعصائر.

– زيني السلاطة باللوز أو الحمص وقدمي المزيد من الخضراوات الورقية داكنة اللون (مثل البروكلي أو الكرنب) مع الوجبات.

– قدمي كوبًا كبيرًا من العصير المدعم بالكالسيوم مع الإفطار.

– هل مكملات الكالسيوم تغني عن تناول الحليب؟

من الأفضل أن يحصل طفلك على الكالسيوم من وجبة غذائية غنية بالكالسيوم، لذا ناقشي مع طبيب الأطفال موضوع الأدوية والفيتامينات التي تمد جسم الطفل بالكالسيوم الضروري إذا كنت قلقة بشأن عدم تناول طفلك الصغير أو المراهق ما يكفي جسمه من الكالسيوم.

ويعتبر فيتامين “د” أساسيًا لامتصاص الكالسيوم، لذا يجب أن يتناول طفلك قدرًا كافيًا منه. ويصنع الجسم فيتامين “د”، عند تعرضه لضوء الشمس كما يوجد كذلك في بعض الأغذية مثل الأسماك وصفار البيض، ومنتجات الألبان والعصائر المدعمة. ولا تنسي تشجيع طفلك على الانخراط في بعض الأنشطة البدنية المنتظمة والتمرينات الرياضية؛ فهي هامة جدًا لصحة العظام. وتعتبر التمرينات التي تخفف الوزن الزائد مثل نط الحبل والجري والمشي هامًا أيضًا للمحافظة على عظام قوية. وقبل كل شيء، يجب أن تكوني عزيزتي الأم قدوة لطفلك في تناولك لمنتجات الألبان، وغيرها من الأغذية العالية في قيمتها الغذائية حتى تستفيدي أنت أيضًا من الكالسيوم.

إعداد: د.نبيل حنفي زقدان – اختصاصي طب الأطفال

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم