الصحة والغذاء

الخوف من المرض.. وإدمان الأدوية

نحن مأمورون – شرعًا وواقعًا – بطلب الدواء بغية الشفاء، ولكن أحيانًا يكون الدواء غير فعال، وفي أحيان أخرى يكون خطرًا لأسباب مختلفة.. وتعددت التحذيرات من كثرة تناول الدواء وخطورته على مناعة الأجسام وعافية الأبدان، وهو ما نحاول تلخيصه في النقاط التالية:

– تتأثر الأجنة في بطون أمهاتها، خصوصًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ببعض العقاقير التي تعبر الحاجز المشيمي، وتصل للجنين لتحدث آثارًا جانبية بالغة، وقد تؤثر في أبدان الرضع من خلال إفرازها في لبن أمهاتهم.

– هناك أدوية يتم استخدامها لمجرد وجودها في خزانة الدواء في منازلنا، أحيانًا بدون الاطلاع على دواعي استعمالها، ودون العلم بالتداخلات الدوائية أو أعراضها الجانبية.

– هناك اعتقاد خاطئ بأن المضادات الحيوية تشفي من جميع الأمراض. والصحيح إن لها دورًا مهمًا في علاج بعض الأمراض، شرط اتباع إرشادات سليمة، وفي حالات بعينها يستلزم وصف أكثر من مضاد حيوي لزيادة فعاليتها، ولتقليل الآثار الجانبية، ولتقليل جرعة الدواء، وفي الحالات التي تهدد حياة المريض، ولكن يكون ذلك ضمن تقويم المنافع والمضار.

– في حالة وجود تحسس من أحد العقاقير يجب على المريض إخبار الطبيب بذلك، وعمل فحوص للحساسية حتى لا تتفاقم الأعراض.

– تتأثر عافية الأبدان في حالة تبادل الأدوية والعقاقير بين أكثر من شخص، مع أنها إذا كانت فعالة ضد علل بعينها، فقد لا تكون مناسبة لمريض آخر.

– تتأثر مناعة الأجسام بجرعات الدواء، واستهلاكه المفرط، وفترات تعاطيه، وتأثره بأغذية أو أشربة بعينها، واستعمال عقار في علل يمكن أن تشفى ذاتيًا

– عندما يتناول المريض أكثر من دواء في وقت واحد فقد يزيد أو يقلل أو يعاكس أحدهما فعالية الدواء الآخر مؤديًا إلى آثار جانبية على صحة الإنسان.

– تتأثر الأبدان بما تسببه بعض العقاقير في قتل المفيد من بكتيريا الأمعاء، مما يسهل إصابتها بهجمات خمجية تؤدي إلى عدوى جديدة يصعب علاجها.

– لا ينبغي التوقف عن العلاج بعد تحسن الحالة الصحية أو بعد انتهاء علبة الدواء، أو تناول عقار آخر دون مراجعة الطبيب، لأن ذلك قد يؤدي إلى ظهور العلة مرة أخرى وقد تكتسب مسبباتها مناعة ولا تتأثر بالدواء مستقبلاً.

– هناك أدوية يتناولها الناس وتسبب تدمير أجسامهم وعافية أبدانهم، ظانين أنها تحقق راحتهم أو تمدهم بالنشاط واليقظة (كالأمفتامين والنيكوتين)، أو بدافع من تجريب تأثير مفعولها (العقاقير المهلوسة)، أو ظنًا أنها تساعدهم على الهروب من واقع مؤلم لآخر مبهج (المنومات مثل الباربيتيورات، والمهدئات مثل البنزودايزبينات، والمسكنات المخدرة والمورفين والهيروين، والمنبهات المنشطة كالكوكايين) دون العلم أن هذه العقاقير والمواد تؤثر في أجهزة الجسم وبخاصة الجهاز العصبي فتؤدي إلى تحملها، ثم التعود عليها، ثم إدمانها والاعتماد عليها.

ومن الصعوبة وضع خط فاصل بين التعود والإدمان على العقاقير (مثل النيكوتين/ التدخين)، وبين الرغبة أو الميل/ أو الراحة لتناوله (التعود) وبين إجبار الجسم للشخص المصاب على تناول العقار  (الإدمان)، والوضعية الأخيرة هي الأخطر على الإطلاق، إذ قد يصعب علاجها، فالاعتماد قد يكون نفسانيًا، فلا يرتاح المرء حتى يتناول هذا العقار، أو هو جسماني  يؤدي إلى الوفاة (كما في حالة الاعتماد على الكوكايين).         

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم