الصحة والغذاء

الحمى الشوكية في الأطفال والتطعيم الوقائي

تعرف الحمى الشوكية باسم التهاب السحايا وهي عبارة عن التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ وبالحبل الشوكى حيث تتكاثر الميكروبات المسببة لهذا المرض في السائل الدماغي داخل تلك الأغشية، ونتيجة لهذا الالتهاب يحدث تورم يؤدي إلى ظهور أعراض كالصداع وارتفاع درجة الحرارة  وتصلب الرقبة، وللمرض مضاعفات خطيرة في الحالات الشديدة والمهملة كفقدان الوعي والتشنجات وفقدان السمع.

والحمى الشوكية مرض خطير قد يصيب الأطفال حديثي الولادة، ومن الممكن أن يتعرض الأطفال للإصابة به حتى مرحلة البلوغ.

أسباب إصابة الأطفال بالحمى الشوكية:

تتنوع أسباب الحمى الشوكية فمنها:

البكتيرية (البكتريا المكورة السحائية، البكتريا المكورة الرئوية، البكتريا المستديمة النزلية ب) عند الأطفال الأكبر سنًا والبكتريا العقدية ب، والبكتريا اللستيرية عند حديثى الولادة .

الفيروسية (فيروس الهربس البسيط، فيروس النكاف، الفيروس المعوي)

وهناك أنواع أخرى كالحمى الشوكية الفطرية، والطفيلية، والكميائية.

طرق انتقال المرض:

تنتقل أغلب أنواع الحمى الشوكية عن طريق استنشاق رذاد الهواء المحمل بالميكروب، حيث يتكاثر بالجهاز التنفسي العلوي ثم ينتقل إلى الدم  ومنها إلى الجهاز العصبي وخصوصًا في منطقة الأغشية الواقية للدماغ والحبل الشوكي؛ وتظهر عادة الأعراض خلال أسبوع إلى أسبوعين من وقت التعرض للعدوى.

ومن المعروف أن إفرازات الجهاز التنفسي تنتقل عن طريق السعال، التقبيل، ومشاركة الأدوات الشخصية كفرش الأسنان أو الأكواب.

أعراض الحمى الشوكية:

للأطفال تحت عمر العامين قد تكون الأعراض على هيئة رفض الرضاعة، البكاء أو أنين بطريقة غير عادية، الخمول، تنفس سريع، عصيبة لمجرد اللمس، القيئ، انتفاخ فتحة الرأس الأمامية (اليافوخ)، تصلب عضلات الرقبة والظهر، وقد يظهر طفح جلدي في بعض الأطفال أو خوف من الضوء أو تشنج.

أما الأطفال فوق العامين تظهر الأعراض في البداية على هيئة أعراض نزلة البرد العادية وتزداد خلال ساعات أو أيام إلى ارتفاع مفاجئ  في درجة الحرارة، تصلب الرقبة، الإعياء الشديد، ظهور طفح جلدي مع حساسية الضوء.

وقد تسأل الأمهات هل تعد الحمى الشوكية من الحالات الطارئة، والإجابة أن الحمى الشوكية من الحالات شديدة الخطورة والطارئة التي تحتاج إلى رعاية وتدخل طبي سريع لأنها إن لم تتم معالجتها بشكل فوري فإنها تؤدي إلى تسمم الدم؛ ومن أشهر المضاعفات بالنسبة للأطفال: الوفاة، فقدان السمع، صعوبات التعلم، ونوبات الصرع.

الطرق العلمية للتشخيص:

يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي، الفحص السريري، التحاليل المخبرية كصورة الدم الكاملة، مزرعة الدم، وأخذ عينة من السائل الدماغي الشوكي والأشعة المقطعية.

ويعتبر البزل القطني هو الأساس في التشخيص ويتم البزل باستخدام إبرة صغيرة يتم تمريرها بين فقرات الظهر السفلى حتى تصل إلى السائل الشوكي ويتم سحب كمية صغيرة من السائل وفحصها وعمل مزرعة لها، ويتم ذلك تحت مستوى عال من التعقيم؛ ولا يمكن أن يسبب الشلل كما يشيعه غير أهل التخصص لأن السحب يكون تحت مستوى الحبل الشوكي.

العلاج:

يعتمد العلاج على نوع الحمى الشوكية، ويكون العلاج بالتنويم بالمستشفى تحت عناية الأطباء المختصيين، والراحة التامة للمريض، وشرب كميات من السوائل، والمضادات الحيوية بجرعات عالية عن الوريد والكورتيزون  وقد تستخدم مضادات الفيروسات أو الفطريات بحسب السبب، وأدوية مضادات التشنجات إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

ويستمر العلاج لمدة لا تقل عن أسبوعين بالمستشفى.

الوقاية:

  • تعويد الطفل على غسل اليدين بالطريقة الصحية.
  • تعويد الطفل على العادات الصحية كتغطية الفم والأنف عند العطس، وعدم مشاركة الغير في الأكواب أو فرش الأسنان.
  • تحسين مناعة جسم الطفل عن طريق الأكل الصحي المتوازن.
  • عدم تواجد الطفل في الأماكن المزدحمة.
  • الإلتزام بأخذ التطعيمات في موعدها كما توصي المنظمات الصحية.

لقاح الحمى الشوكية:

تدرج المملكة العربية السعودية لقاح الحمى المخية الشوية المدمج ( MCV 4) ضمن البرنامج التطعيم الوطنى للأطفال فى سن 9 شهور و 12 شهر .

وهو يوفر المناعة للأنواع الأربعة من المكورات السحائية البكتيرية ( A,C,Y ,W135 )  ولهذا يطلق عليه اللقاح الرباعي.

ويوصي المركز الأمريكي للمراقبة والسيطرة على الأمراض المعدية (CDC) بإعطاء جرعتين من التطعيم المضاد للمكورات السحائية للأطفال من سن 11 سنة إلى 16 سنة.

وينصح بتطعيم الأطفال الذين سبق إصابتهم بالحمى الشوكية لأن هناك أنواع متعددة من الحمى الشوكية ولقاحات متعددة منها ثلاثة تطعيمات بجدول التطعيم الوطني بالمملكة العربية السعودية، والإصابة بأي من هذه الأنواع لا يمنع الإصابة بالنوع الأخر فضلا على أنه لاتوجد مناعة طبيعية مستمرة مدى الحياة سواء بعد الإصابة بالمرض أو بعد التطعيم.

كتبت هذه المقالة للآباء والأمهات للتوعية بخطورة الحمى الشوكية ومضاعفاتها وأهمية الإلتزام بالتطعيمات في موعدها؛ حفظ الله أبنائنا وبناتنا من كل شر وسوء.

الدكتور/ سامر مصطفى -أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة مستشفى الرعاية التخصصي “بروكير” – ماجستير طب الأطفال جامعة عين شمس – دبلومة تغذية الأطفال جامعة بوسطن

[email protected]

https://procare.com.sa

تعليق واحد

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم