الصحة والغذاء

“الجلوكوما”.. مرض يظهر مع التقدم في السن

الجلوكوما أو الزرق، أو المياه الزرقاء، أحد الأمراض الخطيرة التي يتعرض لها الشخص عند تقدم عمره.. وتعني الجلوكوما زيادة الضغط داخل العين بما يتجاوز الضغط الطبيعي الذي يتراوح ما بين 15 – ۲5 مم زئبق.

مظاهر خطر الجلوكوما على العين ومضاعفاتها
تشمل كرة العين في تركيبها الداخلي شرايين وأوردة وأعصابًا.. وهي كلها تتألف من أنسجة حساسة جدًا، ولا شك أن أي زيادة في الضغط تؤثر على حيوية هذه الأنسجة، لكن أكثر هذه الأنسجة ضعفًا وتأثرًا بهذا الضغط مخرج العصب البصري من الجزء الخلفي للعين أو ما يعرف بحلمة العصب البصري، وعند تعرض هذا العصب لزيادة الضغط فإنه يتكهف أو ينبعج للخارج وهذا يؤدي في نهاية الأمر إلى ضعف الإبصار أو العمى الكامل آخر المطاف.. وهذا بالطبع يحدث بصورة تدريجية ولا يحدث فجأة.

أنواع الجلوكوما التي يصاب بها كبار السن

هناك نوعان من الجلوكوما: أحدهما الذي تحدث أعراضه بصورة تدريجية وهو ما سبق الحديث عنه، وهذا النوع من الجلوكوما ما يعرف بالجلوكوما المزمنة، أما النوع الآخر فيمكن اعتباره من النوع الحاد حيث يصاب المريض بفقد الإبصار بصورة فجائية إذا لم يسعف بسرعة..

وفي هذا النوع الحاد من الجلوكوما يحدث ارتفاع فجائي في ضغط العين يشعر معه المريض بآلام حادة واحمرار شديد بالعين مع عدم القدرة على الرؤية والشكوى من آلام حادة عند أقل لمس للعين المصابة.. إن عنصر الوقت ضروري وهام حيث يجب نقل المريض فورًا لإسعافه.. فالوقت هنا یعنی فقد أو عدم فقد الإبصار.

أعراض الجلوكوما

تتلخص أعراض الإصابة بالجلوكوما في شعور المريض بألم في العين أو في جانب الرأس أشبه ما يكون بالصداع النصفي.. وقد يشعر المريض بزغللة أو تظهر الأشياء أمام عينيه محاطة بألوان مختلفة، كما أن المريض يجد صعوبة كبيرة في التكيف البصري بین حالتي النور والظلام وهو ما لا يحدث في الظروف الطبيعية.

ومع تقدم الإصابة بالمرض يلاحظ المريض أنه فقد جزءًا من مجاله البصري لا يتمكن من الرؤية فيه، فهو لا يستطيع رؤية الأشياء التي بجانبه الأيسر في الوقت الذي يرى جيدًا الأشياء التي على جانبه الأيمن، وبمعنى آخر إن المريض يجد أن جانبًا من مجال الرؤية أمامه مظلم لا يرى فيه شيئًا..

كيف يتم تشخيص الجلوكوما؟

لا شك أن تشخيص الجلوكوما يتطلب الوقوف على حالة العين نفسها بكل أنسجتها والتراكيب الداخلية بها. وبداية التشخيص تكون بقياس ضغط العين باستخدام جهاز يعرف (مقياس توتر العين).. ثم لا بد من فحص قاع العين للتأكد من سلامة أو إصابة العصب البصري أو أي نسيج داخلي آخر..

وأخيرًا يجب أن يقيم مجال الرؤية لدى المريض لتحديد مدى الضرر الذي سببته الجلوكوما له، ويتم قياس المجال البصري للمريض بجهاز خاص يسمى “بيرميتر” – مقياس مجال الرؤية.

علاج الجلوكوما

الهدف الأخير لعلاج الجلوكوما یعني تخفيف ضغط العين.. وهذا يتوقف على درجة المرض ومعدل ضغط العين.. ففي بداية المرض يكفي العلاج

بالقطرات والمراهم المساعدة على تخفيض تأثير ضغط العين والتي تعمل على تهييء رؤية أوضح.. وفي عدم استجابة المريض لهذا العلاج الدوائي يكون التدخل الجراحي هو المطلوب..

ويهدف العلاج الجراحي إلى إفراغ السائل المائي من الخزانة الأمامية للعين إلى المنطقة الواقعة تحت ملتحمة العين وهي منطقة مليئة بالأوعية الدموية حيث يسهل تصريف هذا السائل والزيادة المطردة فيه والتي تؤدي بدورها إلى زيادة الضغط الداخلي للعين..

وتتم هذه العملية بفتح قناة صغيرة من الخزانة الأمامية للعين إلى المنطقة الواقعة تحت ملتحمة العين.. وأيضًا تستخدم أشعة الليزر في إجراء هذه العمليات التي تتمتع بنسبة نجاح مرتفعة، وقد تؤدي إلى الاستغناء الكامل عن كل أنواع علاجات الجلوكوما الأخرى.

بتصرف من كتاب (لا للشيخوخة المبكرة) د. سامي محمود

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم