الصحة والغذاء

اقتراح عجيب لسد الفجوة الغذائية

 وهب الله تعالى الإنسان العقل للتفكير والإبداع والإنتاج لسد احتياجاته ومتطلباته الحياتية في هذا الكون والسير نحو الرقي والتقدم، ولكن يستلزم على الإنسان أن تكون أفكاره وطروحاته التي يقدمها واقعية يقبلها الحس والمنطق والواقع والطبيعة الإنسانية.

أتذكر أنني كنت حاضرًا في أحد المؤتمرات في إحدى الدول العربية وكان موضوع المؤتمر: (الصناعات الغذائية والأمن الغذائي في الوطن العربي)، وقام كل وفد بتقديم ورقة عمل عن الموضوع.

 وإذ بنا نفاجأ بإحدى الأخوات المحاضرات التي قدمت ورقة عمل تتضمن اقتراحًا عجيبًا لسد العجز في الغذاء وهو استخدام أنواع مختلفة من الحشرات والكائنات الحية الأخرى الصحراوية كغذاء مناسب، وقامت بعرض تجاربها ودراساتها حول عمل أنواع من الأطعمة والساندويتشات من هذه الكائنات مدعمة قولها ذلك بالصور الإيضاحية ومعللة اقتراحها بوجود صحارى شاسعة في الوطن العربي تذخر بهذه الكائنات، وسط ذهول الحاضرين واستغرابهم من هذا المقترح وكان يبدو عليها في البداية أنها واثقة بنفسها ومنطلقة بقوة في مقترحها هذا، وباستمرار استغراب الحاضرين بدت على ملامحها مظاهر الحرج والتردد.

قد يكون مقترحها هذا مقبولاً ولكن ليس في بلدان كالدول العربية، ولكن في بلد مثل الصين التي تعاني من انفجار سكاني رهيب، فلك أن تتصور وجود مطاعم وبوفيهات تبيع الأطعمة والساندويتشات المكونة من هذه الحشرات والجرابيع.

لاشك أن العالم يمر حاليًا بفترة عصيبة من نقص الغذاء خاصة مع الاستخدامات المفرطة لبعض الأغذية كالقمح والذرة في إنتاج الوقود الحيوي، إلا أنه لابد علينا التفكير بطرق أخرى لسد العجز في الغذاء تتوافق وتتلاءم مع بيئتنا وثقافتنا ومدى تقبل المجتمع لمثل هذا النوع من الغذاء.

إن هناك العديد من الوسائل والطرق لزيادة الإنتاج الزراعي والمحافظة على المنتج وتقليل الفواقد في هذه المنتجات الزراعية والغذائية لما بعد الحصاد، فإن التقارير تشير إلى أن هناك حوالي 30% من الفواقد في المنتجات الزراعية ما بعد الحصاد في الدول النامية لأسباب عديدة منها الإصابات الحشرية والفطرية وسوء التخزين والنقل والتداول، فعدم وجود وسائل تخزين ونقل ملائمة ومبردة تؤدي إلى سرعة فساد وإتلاف المنتجات الزراعية والغذائية أو تقليل فترة صلاحيتها خاصة في المناطق التي تتميز بارتفاع درجة الحرارة والرطوبة.

كما أن الاهتمام بالعمليات الزراعية كالري والتسميد ومقاومة الآفات والحشرات كلها تؤدي إلى زيادة الإنتاجية ومقاومة الإصابات المرضية والحشرية.

كذلك بتقليل استخدام المنتجات الغذائية كالقمح والذرة لإنتاج الوقود الحيوي، تساهم بلا شك مع العوامل الأخرى أعلاه في زيادة الإنتاج وتخفيض نسبة العجز في الغذاء العالمي وبالتالي توفير الغذاء للملايين من البشر الذين هم في أمس الحاجة إليه.

م. أحمد بن سعود المشهدي

نشرت بالنسخة الورقية لعالم الغذاء 2008م

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم