الصحة والغذاء

هل يصاب الأطفال بالسكري النوع الثاني؟

إذا رجعت بذاكرتك إلى الوراء، إلى أيام المدرسة المتوسطة أو ربما الابتدائية، فقد تتذكر أن أحد زملائك كان مصابًا بالسكري. وأنه كان لا بد له من حقن نفسه أو بمساعدة أحد البالغين مرة أو أكثر في اليوم.

تلك الحالة تدخل ضمن السكري النوع الأول (Type 1 Diabetes)، التي كانت تعرف في السابق «بسكري الأطفال».

ولكن في أيامنا الحاضرة، تحذر المراكز الصحية ومراكز الوقاية من الأمراض حول العالم من أن النوع الثاني من السكري (Type 2 diabetes) – سكري الكبار- تتزايد حالات الإصابة بها بين الأطفال.

فقد أشارت إحصاءات إلى أنه في عام 2000 كان أقل من 4% من الأطفال مصابين بالسكري من النوع الثاني. ولكن الآن أضحى أكثر من 30 و50% منهم مصابًا بهذا النوع من السكري.

ولكن، كيف يحدث السكري من النوع الثاني؟

بعد أن يهضم جسم الطعام فإن الناتج النهائي الذي يستعمله هو الجلوكوز (أو السكر إن شئت). هرمون الأنسولين يسمح للجسم أن يحول هذا الجلوكوز إلى طاقة.

هذا الهرمون ينتج في البنكرياس، وإن فقد خلايا البنكرياس قدرتها على إنتاج الإنسولين تشخص رسميًا على أنها السكري من النوع الأول. يحدث هذا لأن الجسم نفسه يهاجم خلايا البنكرياس، حالة يعتقد أنها خلل في جهاز المناعة.

سكري النوع الثاني، ما زال البنكرياس فيه عاملاً، ولكنه لا ينتج كمية كافية من هرمون الإنسولين أو أن الخلايا في مختلف أنحاء الجسم لا تستجيب بشكل مناسب للهرمون، وهنا يتراكم السكر في الدم.

هذا، وكلما طالت مدة الإصابة بالسكري فإن الفرص قائمة، بل تزداد نسبتها، أن يصاب الإنسان بتعقيدات ناتجة عن المرض، بما فيها العمى وأمراض القلب والسكتات الدماغية. وبالطبع، وحسب بعض الخبراء، فإن زيادة عدد المصابين من الأطفال بسكري النوع الثاني يعني زيادة عدد المصابين بالمرض عمومًا، رجالاً ونساء.

أعراض

يصعب في كثير من الأحيان كشف السكري من النوع الثاني عند الأطفال، ذلك أنه قد تكون الأعراض عندهم خفيفة لا تكاد ترى دون تمحيص. ومن أهم الأعراض: الشعور بالعطش المفرط، والتبول الدائم، والشعور بالإرهاق وفقدان الطاقة، وتحول ما بين أصابع الرجل واليد وأحيانًا تحول لون الكتف إلى لون داكن. ولكن ننبه إلى أن ظهور عارض واحد من هذه الأعراض لا يعني بالضرورة وجود المرض عند الطفل.

عوامل تزيد من فرصة إصابة الطفل

من العوامل التي تعرض الطفل لخطر الإصابة بسكري النوع الثاني ما يلي:

* زيادة الوزن.

* الدخول في سنوات العمر لما بعد العاشرة (وإن كان بعض الأطفال يصابون به قبل ذلك).

* وجود أفراد من العائلة مصابين بالمرض.

* أن يكون من طائفة عرقية معروفة بارتفاع نسبة السكري فيها عن غيرها، أمثال الأفارقة الأمريكان أو الهنود الأمريكان (في أمريكا بالطبع).

ولكن يبدو، وحسب الأبحاث، أن من بين هذه العوامل فإن السمنة هي العامل الأهم على الإطلاق. ففي دراسة أجريت على 55 طفلاً مصابًا بالسمنة وجد أن 25% منهم، كانوا مصابين بحالة نقص تحمل الجلوكوز (IGT)، وهي حالة تسبق مرض السكري من النوع الثاني.

المصدر: الأكاديمية الأمريكية لأمراض الأطفال (www.aap.org)

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم