الصحة والغذاء

هل تناول الثوم والبصل والزنجبيل نيئًا يفيد القلب؟

اكتسبت المكونات المطبخية التقليدية، الثوم والبصل والزنجبيل، سمعة واسعة في الأوساط الصحية لدورها في دعم صحة القلب والدورة الدموية والمساعدة على تحقيق مستويات كوليسترول صحية. ومع انتشار «الترندات» على منصات التواصل الاجتماعي، بدأ البعض في الترويج لخلط هذه المكونات الثلاثة في معجون خام وتناول ملعقة منه يومياً كـ«وصفة سحرية» لحماية القلب.

وقد سلط خبراء الصحة والتغذية، وفقًا لموقع (فيري ويل هيلث) الضوء على الأدلة العلمية وراء هذه الادعاءات، مشددين على أن الفوائد حقيقية، لكن طريقة تناولها هي محل الجدل.

مركبات نشطة لحماية القلب

تؤكد تريستا بيست، أخصائية الصحة العامة والتغذية المسجلة، أن الثوم والبصل والزنجبيل تحتوي على مركبات نشطة بيولوجياً بالغة الأهمية. وقالت: «يحتوي الثوم على الأليسين، والبصل على الكيرسيتين، والزنجبيل على الجينجيرول، وهي مركبات يُعتقد أن لها فوائد وقائية للقلب، مثل تقليل الالتهابات، وتحسين وظائف الأوعية الدموية، وخفض الكوليسترول».

1. الثوم و«الأليسين»

دعمت بعض الأبحاث فرضية أن الأليسين، وهو مركب كبريتي يتحرر عند سحق الثوم، قد يساعد في خفض الكوليسترول الضار (LDL) وضغط الدم عن طريق إرخاء الأوعية الدموية، وفقاً لاختصاصية التغذية ميلاني ماركوس من شركة دول للأغذية.

2. البصل و«الكيرسيتين»

وبالمثل، فإن الكيرسيتين، وهو فلافونويد يوجد في البصل، يتمتع بتأثيرات مضادة للأكسدة والالتهابات يمكن أن تساعد في منع تراكم اللويحات في الشرايين، بحسب ماركوس.

3. الزنجبيل و«الجينجيرول»

أما مركبات الجينجيرول، التي تمنح الزنجبيل نكهته، فقد تم ربطها في بعض الدراسات بتحسين الدورة الدموية وخفض مستويات الدهون الثلاثية.

لماذا يحذر الخبراء من «الترند»؟

رغم أن هذه النتائج العلمية واعدة، يحذر الخبراء من الاندفاع وراء تناول الملاعق الخام المركزّة من المزيج. وشددت بيست على أن الأبحاث غالباً ما تدرس هذه المكونات بشكل فردي أو كجزء من نظام غذائي متكامل.

وذكرت أخصائية التغذية أن اتباع هذا الاتجاه له عواقب صحية:

  • مخاطر صحية: تناول هذه الأطعمة نيئةً ومركّزة قد يُهيّج المعدة، ويُسبّب حرقة المعدة، ويتفاعل سلبًا مع أدوية تسييل الدم، ما يجعل الاعتدال أمراً حيوياً، بحسب بيست. فالثوم والزنجبيل يسببان سيولة الدم، ويزيدان من خطر النزيف عند تناولهما مع أدوية مثل الوارفارين أو الأسبرين.
  • مشاكل هضمية: يمكن أن يسبب البصل والثوم النيئان الغازات والانتفاخ وارتجاع المريء لدى الأشخاص ذوي الحساسية الهضمية، كما أشار ماركوس إلى أنهما غنيان بمركبات «الفودماب» (FODMAPs)، التي قد تزيد من حدة الأعراض لدى مرضى القولون العصبي.
  • الطعم: المزيج النيء يتميز بطعم ورائحة لاذعة وقوية، ما يجعله منشطاً صعب الهضم والالتزام به.

الطريق الأفضل للاستفادة

تنصح بيست بالاستراتيجية الأفضل والأكثر شهية لحماية القلب، وهي ببساطة طهي هذه المكونات بانتظام وإضافتها إلى الوجبات، بدلاً من تناولها في شكلها الخام المركز بالملعقة.

وتقترح ماركوس دمج المكونات الثلاثة ضمن نظام غذائي على الطراز المتوسطي، والعمل على تعظيم الاستفادة من المركبات الغذائية الفائقة من خلال:

  • الثوم: سحقه في نهاية عملية الطهي لتنشيط الأليسين.
  • الزنجبيل: يمكن بشره في الصلصات أو تقطيعه إلى شرائح في الشاي.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات روناء للإعلام المتخصص   روناء