بين مؤيد ومعارض ومشكك ومتردد، يبدو موضوع الطب البديل من أكثر المواضيع إثارة للجدل في مختلف الأوساط الطبية والاجتماعية. ربما السبب في ذلك يرجع لاختلاف الآراء وتعدد المجالات واختلاط التعريفات ونقص الأبحاث العلمية والمحكمة والمنشورة في هذا المجال.
وكانت النسخة الورقية من مجلة عالم الغذاء قد جمعت في ندوة مختصة عددا من الأطباء والمختصين وفتحت ملف الطب البديل وقد ألقت عليهم العديد من الأسئلة بهدف الوصول إلى الحقيقة حول هذا الموضوع.
*: لا يوجد للآن تعريف علمي محدد للطب البديل وهناك اختلاف بين المختصين أنفسهم حول ذلك.. فهل يمكن أن تقدموا لنا تعريفًا علميًا محددًا للطب البديل؟
د. عبدالله البداح، (استشاري طب الأسرة والمجتمع): هنالك تعريف علمي محدد للطب البديل منذ نحو 15 سنة، وقبل هذه الفترة كان هناك اضطراب أو اختلاف في التعريف.
أما الآن فلدينا تعريف منظمة الصحة العالمية وهو تعريف مطول وهو صعب ومتداخل، ولكن يمكن اختصاره بأنه “مجموعة المعارف والممارسات المرتبطة بثقافات الشعوب ولها خصائص وقائية وعلاجية وتشخيصية وتأهيلية ليس متعارف عليها في الطب البديل الحديث, وعادة ما تنتقل من جيل لجيل”.
هناك أيضًا التعريف البريطاني, وتعريف المركز الوطني للطب البديل والتكميلي في الولايات المتحدة الأمريكية وهو تعريف منطقي وبسيط ولا يمكن الاختلاف حوله وهو “أي ممارسة لا تدخل ضمن قائمة ممارسة الطب الحديث”.
وأنا شخصيًا أميل لهذا التعريف وإن كنت أتوقع أن يتطور أكثر في المستقبل.
وهناك الآن ما يعرف (بالطب الاندماجي) وهو مفهوم أو مبدأ جديد– يمزج بين بعض ممارسات الطب الحديث والطب البديل ليأتي بأسلوب ممارسة جديد وهنا نؤكد على كلمة ممارسة وليس أنواعًا جديدة في الطب.
وأود أن أوضح للقارئ أن هناك بعض المسميات المرادفة لمسمى الطب البديل، فبعض المراجع تطلق عليه (الطب التكميلي – الطب التقليدي والشمولي – والطب الأصيل) وإن كنت أميل كثيرًا في هذه المرحلة (للطب التكميلي).
*: ينقلنا هذا إلى التساؤل حول أهم ممارسات الطب البديل وأكثرها شيوعًا؟
د. عبدالله القشيري، مؤسس ورئيس قسم الطب الطبيعي والتكميلي والبديل بمجمع الطب الشمولي بالرياض: بداية أنا أتفق مع د. البداح على أن التعريف المتداول الآن والمتفق عليه هو (مجموعة الممارسات التي لا تندرج تحت الطب الغربي)، باختصار أي شيء لا يندرج تحت قائمة ممارسة الطب الحديث سواء من منظور عقائدي أو شعبي أو ممارسات تقليدية.
أما أهم الممارسات المستخدمة فنحن في منظومة الطب البديل نطلق عليها ممارسة وليست أنواعًا فهناك عدة ممارسات أهمها: الحجامة- والزيوت – والأعشاب – والنظام الغذائي – والتدليك – وتحريك الفقرات – والعلاج الإيحائي.
د/ البداح: لقد أحصى أحد المراجع (أكثر من 700 ممارسة) واستطعت أن أحصي شخصيًا حوالي 180 ممارسة، ولكن يبقى كل شيء ممكن أن نضعه تحت مسمى الطب البديل إذا لم يتوافق مع الطب الحديث.
ويمكن أعطي مثلًا على ذلك بالعلاج بالأوزون، فهو طب حديث لم يظهر إلا منذ حوالي200 سنة ولكن بعض مدارس الطب الحديث رفضته فوضع نفسه تحت مسمى الطب البديل.
وكذلك بعض التدريبات والتمارين الرياضية.
ويمكننا أن نقسم الممارسات إلى عدد من الأنواع مثل الطبيعية: ويدخل ضمنها الأعشاب والزيوت والتغذية العلاجية، وأشياء تحريكية مثل المايكروبيوتك (تحريك فقرات الرأس والرقبة) – والتدليك بأنواعه (تدليك ياباني وكوري وسويدي).
وإن كان التدليك السويدي متنازعًا عليه فمدارس العلاج الطبيعي تعتبره جزءًا منها والطب البديل يضعه مع منظومته.
ولكن في النهاية كما ذكرنا كل شيء وارد، فيمكننا أن نضع ماء ونخلطه بأي مادة أخرى ونطلق عليه أي مسمى يخطر في بالنا ومن ثم يندرج تحت مسمى الطب البديل. فبعض الممارسات التي تأتي من الشرق والغرب وخاصة الغرب الذي بدأ يتحرر من الطب الحديث أدى إلى مزيد من الممارسات غير الواضحة التي توضع باسم شخص أو شكل
اضف تعليق