الصحة والغذاء

لماذا يزداد طنين الأذن سوءًا بعد القيلولة؟

كشفت دراسة نشرت في مجلة Hearing Research عن آلية جديدة تربط بين اضطرابات النوم مثل الشخير وانقطاع النفس وزيادة حدة طنين الأذن. تشير النتائج إلى أن هذه الاضطرابات تؤثر على الحواس والجهاز العصبي بطريقة تزيد من شدة الإحساس بالطنين.

ما هي أسباب طنين الأذن؟

طنين الأذن هو حالة طبية شائعة يعاني منها حوالي 14% من سكان العالم، وتتمثل في سماع أصوات مزعجة مثل الرنين أو الطنين في إحدى الأذنين أو كلتيهما، وذلك في غياب أي مصدر صوتي خارجي.

تتعدد العوامل التي تساهم في ظهور طنين الأذن، منها العوامل الحسية الجسدية، والإجهاد، والضوضاء، وتناول بعض الأطعمة، والتغيرات في الضغط الجوي. ولعل من أهم هذه العوامل هو النوم، حيث أشار العديد من مرضى الطنين إلى تفاقم حالتهم بعد القيلولة.

تشير الأبحاث إلى أن التعديلات الحسية الجسدية تلعب دوراً هاماً في زيادة شدة الطنين بعد القيلولة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي اضطراب حركة الفك أثناء النوم، مثل صرير الأسنان، إلى تحفيز الأعصاب المسؤولة عن الإحساس في الوجه، مما يزيد من حدة الطنين. كما أن النوم بوضعيات غير مناسبة لفترة طويلة قد يؤدي إلى تقلصات عضلية في الرقبة والفك، مما يزيد من حدة الطنين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشخير وانقطاع النفس أثناء النوم قد يساهمان في تفاقم المشكلة من خلال التأثير على عضلات الحلق.

القيلولة وطنين الأذن

في الدراسة الحالية، سعى الباحثون إلى فهم الأسباب الكامنة وراء تفاقم طنين الأذن بعد القيلولة. وتحديداً، رغبوا في معرفة ما إذا كانت هذه الزيادة في شدة الطنين ناتجة عن تغيرات فسيولوجية تحدث في الجسم والجهاز العصبي.

شارك في الدراسة 37 مريضاً يعانون من طنين الأذن وأفادوا بتفاقم حالتهم بعد القيلولة. خضع هؤلاء المشاركون لفحوصات متعددة، بما في ذلك تخطيط النوم وقياس مستوى الأكسجين في الدم، بالإضافة إلى اختبارات لتقييم حاسة السمع والحركة.

تم تصميم الدراسة بحيث يقوم المشاركون بأخذ ثلاث قيلولات يومياً على مدار يومين. بدأت القيلولة الأولى في الساعة 11 صباحاً، تلتها القيلولتان الثانية والثالثة في الساعة 2 مساءً و4 مساءً على التوالي.

عوامل تزيد من شدة طنين الأذن

سجلت الدراسة 197 قيلولة وقامت بتحليلها بشكل تفصيلي. وبشكل عام، لوحظ زيادة في مستوى صوت الطنين بعد معظم فترات القيلولة. ومع ذلك، في بعض الحالات، خاصة بعد تناول وجبات الطعام، لوحظ انخفاض طفيف في مستوى صوت الطنين، مما يشير إلى أن تناول الطعام قد يكون له تأثير مخفف على شدة الطنين.

تم تقسيم فترات الراحة إلى فترتين: قبل وبعد تناول وجبة الغداء. لوحظ انخفاض في مستوى صوت الطنين في كلا الفترتين، مما يشير إلى أن عامل الوقت من اليوم قد يكون له تأثير على شدة الطنين بجانب عوامل أخرى.

من حيث مراحل النوم، غلب النوم الخفيف على معظم فترات القيلولة، بينما كان النوم العميق أقل شيوعاً. ولم يتم ملاحظة مرحلة نوم حركة العين السريعة في أي من القيلولات، وهو أمر متوقع نظراً لقصر مدة القيلولة.

أظهرت النتائج علاقة مباشرة بين مدة النوم الخفيف والعميق وزيادة شدة الطنين. ومع ذلك، لم تكن هناك علاقة مباشرة بين إجمالي مدة القيلولة وشدة الطنين.

كما لوحظت علاقة قوية بين اضطرابات النوم مثل الشخير وانقطاع النفس وزيادة شدة الطنين. فكلما زادت مدة الشخير وعدد نوبات انقطاع النفس، زادت شدة الطنين.

بشكل عام، تشير نتائج الدراسة إلى أن عدة عوامل تتفاعل معاً لتؤثر على شدة الطنين بعد القيلولة، بما في ذلك مراحل النوم، ونوعية النوم، واضطرابات النوم، وتناول الطعام. وتؤكد هذه النتائج الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد العلاقة الدقيقة بين هذه العوامل وشدة الطنين.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم