الصحة والغذاء

في الجو الحار دع طفلك يلعب.. لكن احذر الجفاف!

 

قبل أن يمارس الطفل رياضته المفضلة مع أصدقائه في الخارج، أو يلهو مع إخوته في الجو الحار، يجب معرفة كيفية حمايته من التعرض لأخطار نقص الماء (الجفاف أو الإجهاد المائي(.

ونشير بداية إلى وجود عوامل متعددة تجعل الطفل- مثل الشخص الكبير أيضًا- عرضة للجفاف، من قبيل التعرض لفترة طويلة لدرجات حرارة عالية، أو أشعة الشمس المباشرة، أو الرطوبة العالية دون تعويض السوائل المفقودة من الجسم ودون الحصول على الراحة.

ومن العلامات الأولية للجفاف الإجهاد والعطش وجفاف الشفتين ونقص الطاقة وارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم.

فإذا انتظر الطفل حتى يشعر بالعطش قبل أن يشرب، يكون في هذه الأثناء قد دخل مرحلة الجفاف، وفي هذه الحالة يفقد حوالي 2% من وزنه في هيئة عرق.

وإذا ترك الجفاف دون علاج فإنه قد يؤدي إلى واحدة من الحالات التالية:

– تقلصات الحرارة، وهي تسبب ألمًا في عضلات المعدة أو الذراع أو الساق.

– الإرهاق الحراري، وأعراضها الدوار والغثيان والتقيؤ والصداع والضعف العام وآلام العضلات، وأحيانًا فقدان الوعي.

– ضربة الشمس، تحدث عندما تصل حرارة الشخص إلى 40 ْم أو أكثر، وترافقها أعراض شديدة مثل الغثيان والتقيؤ والتشنجات وقلة العرق وقصر النفس وفقدان الوعي والغيبوبة.

إن كلاً من الإرهاق الحراري والضربة الشمسية تتطلبان رعاية فورية.

وتعتبر الضربة الشمسية من ضمن حالات الطوارئ الطبية، لأنها إذا تركت دون رعاية فقد تكون مميتة.

ولوقاية الطفل من ذلك يجب التأكد من أنه يشرب الماء المبرد والمشروبات الرياضية في وقت مبكر وبشكل منتظم. وخلال النهار، يجب إيقافه عن اللعب وإعطائه السوائل. وأن يتعود على اللعب في درجات الحرارة المرتفعة بشكل تدريجي. فإذا كان يعتزم اللعب مباراة في كرة القدم أو التنس في أحد أيام الصيف فلا يجب أن يفعل ذلك على الفور وإنما يتم التمهيد له بأن يلعب في الأسابيع التي تسبق الصيف مثلاً، بأن يركب دراجته في الخارج بانتظام أو يمارس الجري.

فبناء القوة تدريجيًا يسهل للجسم التعامل مع درجة الحرارة العالية.

وننبه هنا إلى أن الطفل يتعرض للجفاف بشكل تراكمي. فإذا أصيب بجفاف مقداره 1% يوم الاثنين مثلاً ولم يشرب كفايته من الماء في ذلك اليوم، فإنه إذا أصيب بجفاف جديد مقداره 1% أو 2% في يوم الثلاثاء، فإن ذلك يعني أنه مصاب بجفاف في هذا اليوم مقداره 3 أو 4%.  أي أن الطفل قد تتطور عنده المشكلة ولكن أعراضها لا تظهر إلا بعد عدة أيام.

ولذلك يجب مراقبة مستوى الماء لدى الطفل باستمرار. ومن وسائل التأكد من ذلك مراقبة وزنه قبل ممارسته للرياضة وبعدها، فإذا نقص وزنه فإن ذلك يعني أنه لم يحصل على كفايته من الماء اللازم لأداء التمارين. ومن ذلك أيضًا ملاحظة بول الطفل، فإذا كان غامقًا وليس فاتحًا أو صافيًا، فقد يكون مصابًا بالجفاف.

* كيف يتم معالجة الطفل في حالة إصابته بالإجهاد المائي؟

– في البداية يجب إخراج الطفل من المكان مرتفع الحرارة إلى مكان مريح. ثم جعله يشرب الكثير من الماء. ونزع جميع الملابس الزائدة عن حاجته. ويمكن وضع مناشف باردة على جبهته وبشرته. وفي حال تعرضه لتقلصات، يجب تدليك عضلاته المصابة بلطف لتخفيف الألم، وعدم السماح له بالعودة للعب فورًا ومراقبته عن كثب، فإذا لم تتحسن حالته أو لم يستطيع تناول السوائل فيجب مراجعة الطبيب.

* لماذا يكون بعض الأطفال أكثر عرضة للإجهاد المائي من غيره؟

– من العوامل التي تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة من سواه أن يكون أصيب سابقًا بالحالة، وزيادة الوزن والتعرض للمرض مثل الإصابة بالتقيؤ والإسهال. كما أن الأدوية المدرة للبول ومضادات الهستامين (مضادات الحساسية) تعرض الطفل بشكل أكبر للجفاف.

أضف إلى ما سبق، عدم تعود الطفل على اللعب بشكل تدريجي في درجات الحرارة العالية، لأن ذلك يؤدي إلى عدم تكيفه مع حرارة الطقس، ومن ثم فإن اللعب في درجات حرارة عالية جدًا من شأنها أن تعرض الطفل للإجهاد المائي سريعًا.

* هل هناك درجة حرارة معينة لا ينبغي للطفل اللعب فيها؟

– نعم، هناك درجات حرارة معينة يخاطر الإنسان بصحته إذا لعب فيها. في الولايات المتحدة مثلاً إذا وصل مؤشر الحرارة (Heat Index) فوق مستوى معين فإنه يُنصح رسميًا بعدم اللعب في الخارج. وهذا المؤشر الذي وضعه جهاز الأرصاد الجوية القومية الأمريكية (www.nws.noaa.gov)، يأخذ في عين الاعتبار كل من الحرارة والرطوبة وتأثير الاثنين معًا على الجسم.

———————

مشروبات رياضية واقية من الجفاف

لأنه يصعب على أولياء الأمور منع أولادهم من اللعب في الخارج. فمن الضروري تزويدهم بحاجتهم من الماء والأملاح التي قد يفقدونها أثناء اللعب.

جاكي بيرنينغ (Jackie Berning)، خبيرة التغذية الرياضية في الاتحاد الأمريكي للرياضات الشبابية (www.nays.org)، توصي بالتالي:

  • إعطاء الطفل بعض المشروبات الرياضية، وإن كان يحوي بعض الطعم الصناعي والصوديوم، والسبب في ذلك هو أن الأطفال على الأقل يميلون إلى هذه المشروبات أكثر مما يميلون إلى شرب الماء الخالص.
  • الماء يساعد في إطفاء العطش بشكل جيد، إلا أنه لا يمد الطفل بما نقص جسمه من الأملاح الذائبة.
  • العصير ومشروبات الفواكه لا تحوي الكمية المناسبة من الأملاح، كما أنها تحوي كميات عالية من السكر المضر بأمعاء الطفل.
  • يجب ملاحظة المعلومات الواردة على أغلفة المشروب الغازية. ولا تخدعك كلمات مثل “طاقة” و”إلكتروليتات”.
  • المشروب الرياضي الكافي لتلبية حاجات الطفل الرياضي النشط، هو الذي يحوي 100 ملي غرام من الصوديوم في كل 250 ملليترًا من المشروب. ويجب أن يكون مشروبًا خاليًا من الغاز.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم