الوقاية المبكرة أساس المواجهة
يُعد فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) من أبرز مسببات العدوى التنفسية الحادة، خاصة في فصل الشتاء. ينتقل بسهولة عبر الرذاذ أو ملامسة الأسطح الملوثة، ويصيب غالبًا الرضع والأطفال دون سن الثانية، وقد يتسبب في مضاعفات خطيرة لدى كبار السن ومرضى المناعة الضعيفة.
تبدأ الأعراض بشكل يشبه نزلات البرد: سعال، عطس، حمى خفيفة، واحتقان أنفي. لكن في الحالات الشديدة، قد يتطور إلى التهاب القصيبات أو الالتهاب الرئوي، مما يستدعي التدخل الطبي العاجل. تكمن خطورته في قدرته على التسبب بضيق تنفسي حاد، خاصة لدى الرضع، وقد يؤدي إلى التنويم أو حتى الوفاة في الحالات الحرجة.
و الوقاية ممكنة عبر النظافة الشخصية، تجنب التجمعات، وتطعيم الفئات المعرضة للخطر. يمثل RSV تحديًا صحيًا عالميًا، ويستدعي وعيًا مجتمعيًا لحماية الأرواح.

ويُعد فيروس الجهاز التنفسي المخلوي أحد أبرز أسباب التهابات الجهاز التنفسي الحادة، ومسببات دخول الرضع إلى المستشفيات حول العالم، حيث تشهد المستشفيات في موسم انتشار الفيروس ضغطاً متزايداً نتيجة الحالات التي تعاني من صعوبات في التنفس، ما يجعل العائلات تعيش لحظات من القلق الشديد. وفي ألمانيا، ساهمت زيادة الوعي المجتمعي والوقاية والتدخل المبكر في تحقيق نتائج متميزة تمثلت في انخفاض حالات الدخول إلى المستشفيات المرتبطة بالفيروس بنسبة ثمانين بالمئة مقارنة بالموسم السابق، ما يؤكد أهمية الوعي والعمل المبكر في مواجهة المرض.
وقد أشار الدكتور ماركوس كنوف، رئيس مستشفى الأطفال في مدينة فورمز واستشاري الأمراض المعدية للأطفال في جامعة ماينز، إلى أن هذه النتائج تعكس فعالية التكامل بين التثقيف الصحي والتدخل الوقائي في تقليل العبء على المستشفيات.

وفي المملكة العربية السعودية، يُعد الفيروس من أبرز مسببات التهابات الجهاز التنفسي الحادة لدى الأطفال، حيث يبلغ ذروة انتشاره بين شهري نوفمبر ومارس. ويؤكد الدكتور علي حسين المدير، الأستاذ المساعد واستشاري حديثي الولادة في مدينة الملك سعود الطبية، أن رفع مستوى الوعي الصحي في المجتمع يمثل حجر الأساس للوقاية، موضحاً أن المعرفة المسبقة بطبيعة الفيروس وطرق انتشاره تساعد الأسر على حماية أطفالها من الإصابة.
ومن جانبه، يشير بابتيست دي كلارنس، المدير العام للقاحات في دول الخليج لدى شركة سانوفي، إلى أن الشركة ترى نفسها شريكاً في جهود الصحة العامة، إذ تعمل جنباً إلى جنب مع الخبراء والمؤسسات الصحية في المملكة لتعزيز الوقاية ورفع مستوى الوعي. ومن خلال تمكين العائلات بالمعرفة وإتاحة وسائل الحماية اللازمة، وتسعى إلى دعم الجهود الرامية إلى ضمان بداية صحية وآمنة لكل الأطفال.





