الصحة والغذاء

غذاء للعقول.. كيف تنجبين طفلاً عبقريًا؟

لا تصدقوا من يدعي أن هناك أدوية أو أعشابًا طبية تنمي الذكاء وترفع قدرات الإنسان الذهنية، فلو صدق كلام هؤلاء لأصبحنا أمام عالم كل أفراده من العباقرة والعلماء.

لكن الصحيح أن لكل واحد منا قدرة من الذكاء يمكن زيادتها، والمحافظة عليها بنوع الغذاء الذي يتم تناوله، أما الأدوية فهي لا تنشط الذكاء، وإنما تعالج حالات ضعف الذاكرة فقط.

البداية من الرحم

تبدأ قدرات الطفل الذهنية في التكون منذ وجوده داخل رحم أمه؛ فقد ثبت علميًا أن قلب ومخ الطفل وقدراته الذهنية تتأثر بكل ما تتناوله الأم من أغذية أو أدوية أثناء فترة الحمل. بل إن بعض ما يحصل عليه الجنين من مواد غذائية مثل: الحديد، الكالسيوم، البروتينات، يتم امتصاصه على حساب صحة الأم نفسها التي تختزن هذه المواد لتقدمها لطفلها، وإذا قل رصيد الأم منها فإن صحة الجنين تتأثر بذلك، وأول ما يتأثر هو مخه. لذا يجب على كل أم أن تهتم بنظامها الغذائي منذ بداية حملها، لضمان إمداد طفلها بالمغذيات الضرورية لعمل مخه ونموه.

وبعد ولادة الطفل، يجب على الأم أن ترضعه من حليب ثدييها؛ حيث ثبت علميًا أن الرضاعة الطبيعية تنمي مخ الطفل وذكاءه؛ لما يحتويه حليبها من عناصر هامة لتنمية القدرات الذكائية لدى الطفل الرضيع.

وهنا، ننبه قارئنا الكريم إلى أن شركات الألبان الصناعية في العصر الحالي تشجع كل الوسائل التي تعوق الرضاعة الطبيعية، وتثبط كل دعوة نحو العودة إلى الفطرة التي فطرنا الله عليها.

والأمر المؤسف هو أن كثيرًا من أمهات هذا العصر، سرن على هوى هذه الشركات، وهجرن الرضاعة الطبيعية. وربما يكون من أسباب ذلك ما يحمله هذا العصر من ضغوط نفسية كبيرة، جعلت الفرد لا يهتم أحيانًا بالفطرة المفيدة التي فطره الله عليها.

مغذيات الذكاء

وفضلاً عن اهتمام الأم بغذائها أثناء فترة الحمل، وحرصها على إرضاع طفلها طبيعيًا، فإن هناك مغذيات معينة تساعد على تنمية ذكاء الإنسان؛ حيث يرتبط الذكاء بالكفاءة العصبية لنقل الإشارات الكهروكيميائية من خلال شبكة الأعصاب الممتدة من المخ إلى كل أجزاء الجسم. وهناك مكونات غذائية تؤثر على كفاءة انتقال النبضات العصبية ومن أهمها الكالسيوم والبوتاسيوم. كما تعد الأسماك من الأغذية الضرورية لتحقيق الذكاء حتى أنها باتت تعرف باسم «غذاء العقول»؛ فهي تساعد المخ على التعامل بكفاءة أعلى.

ويعود ذلك إلى احتوائها على مركبات ضرورية لنمو المخ وتحسين أدائه الوظيفي تعرف بالأحماض الدهنية أوميجا-3. وتتحول هذه الأحماض عند تناولها إلى مركب DHAa، وهو مكون رئيسي لنسيج المخ، وضروري في جميع مراحل نمو وتطور المخ بطريقة سليمة، فضلاً عن أنه يساعد الجسم في تفادي بعض المشاكل الصحية مثل ضعف الذاكرة والاكتئاب وغيرهما. ومن أنواع الأسماك الغنية بهذه الأحماض الدهنية أسماك: السالمون – الماكريل – التونة – السردين. كما تتوفر هذه الأحماض في أغذية أخرى كثيرة مثل الزيت الحار وبعض المكسرات مثل عين الجمل.

ويجب أن ندرك هنا أن مغذيات الذكاء لا تتوافر مجتمعة في مادة غذائية واحدة، وأن أكبر عدد من تلك المغذيات تتوافر في البقول والكبدة والخضراوات الورقية الخضراء مثل السبانخ – الخبيزة – الملوخية – الرجلة، وفي الحبوب الكاملة، والبيض، واللبن، والموالح.

لذا ينصح خبراء التغذية بإدراج كميات أكثر من الفواكه والخضراوات إلى الغذاء الذي نتناوله، وتناول خمس حصص على الأقل منها، مع التقليل من الأطعمة الدهنية الدسمة والحبوب المصفاة واستبدالها، وتناول الحبوب الكاملة الغنية بالألياف.

في ختام المقال، يجب التأكيد على أن طعام الإنسان – مهما اختلفت نوعياته – يؤثر على كل أنشطة الجسم، ومنه ما يؤدي إلى الكسل والخمول، ومنه ما يؤدي إلى زيادة الحيوية والنشاط الذهني، والحقيقة الواقعة هي أن الإنسان محصلة لكل ما يأكل.

أ.د.نبيل سليم علي

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم