الصحة والغذاء

سحر الشرق الأقصى في موائد الطعام

الشرق الأقصى، ذلك الركن الذي كان قصيًا بعيدًا عن وسط العالم وغربه «ومن هنا جاءت التسمية الشهيرة، امتاز بما يعرف بسحر الشرق الذي خلب لب الغربيين فجاؤوا سياحًا كي يتعرفوا على ملامح الحياة هناك، فكان الإعجاب والافتتان بغموض الشرق، وسحر الشرق، وأدب وثقافة الشرق ومطبخ ومأكولات الشرقّ، وكتب التراث الغربي ولوحات رساميه الرواد عكست تلك الصورة، أو جزءًا منها.

حضارة وثقافة وفنون

الشرق حضارة وثقافة وفنون وتاريخ وإشراقات إنسانية مضيئة، ولعل مطبخ الشرق الأقصى يمثل جانبًا من ثقافة شعوب تلك المنطقة التي ترتبط بالعالم كله، وبعالمنا العربي بالكثير من المصالح المتبادلة، والعلاقات السياسية والاقتصادية والرياضية.

ترى كيف هو المطبخ في الشرق الأقصى؟

لعل الإجابة تحتاج للكثير من الوقت، لكننا هنا سندلف إلى المطبخ في الشرق الأقصى من زاوية أو نقطة واحدة نتعرف من خلالها على «صحن» أو وجبة شهيرة اسمها الميز وفيها إشارات غنية للمطبخ هناك.

والشرق الأقصى يتميز بأكلاته ومقبلاته الغنية والمليئة بالعناصر الغذائية المفيدة التي انتشرت في ظل عولمة الطعام التي صارت رديفة للعولمة التي نعيش في ظلها. أصناف مختلفة من وجبات أهل الشرق الأقصى وأكلاتهم الشهية، انتشرت في جميع أنحائه، وتذوقها الناس وأحبوها، وسنتعرف إلى واحد منها في الصفحات التالية. وهو الميزو.

الميزو الاسم والمكونات

هو معجون مغذ ذو مذاق متوسط الحلاوة يتكون من فول الصويا والملح والشعير المخمر أو قد يتكون من الأرز فقط، ويعد حساء الميزو وغيره من أصناف الطعام المتبلة بالميزو من الأطعمة المميزة للشرق الأقصى، ومنه انتشر إلى العالم وهو نوع من أنواع التوابل للأطعمة المعتـقة والمخمرة طبيعيًا لمدة سنتين يفضل تسخينه قليلاً قبل الاستعمال من دون غلي حتى تبقى البكتيريا النافعة حيث يضاف الميزو إلى الحساء أو السلطات النيئة.

طريقة الاستعمال: يذاب الميزو في نصف كوب من الماء الساخن وبعد ذلك يمزج مع الحساء.

الفوائد الصحيـة

الميزو ليس طعمًا مستساغًا أو صحنًا محبوبًا رائجًا وفاتحًا للشهية فحسب، بل إنه يتميز بالكثير من الفوائد الصحية للإنسان، التي تشمل فوائد للقلب والجهاز الهضمي والأعصاب، كما أنه يخفف من الآثار السلبية للتدخين ونجمل تلك الفوائد الصحية في التالي:

– الميزو مصدر نباتي غني بفيتامين ب12.

– التأثيرات القلوية للميزو تعتبر مهمة جدًا لمقاومة الأمراض المختلفة التي يتعرض لها الإنسان.

– يحمي الميزو الجسم البشري من الإشعاعات النووية. 

– يخفف الميزو من أضرار التدخين والكحول.

– ينظف الجهاز الهضمي من الرواسب والتراكمات.

-يعد الميزو بديلاً ممتازًا للقهوة، التي تمد الجسم بطاقة سريعة تتبعها حالة من التعب، بينما يستمر النشاط لمتناولي الميزو بدون شعور بإجهاد.

– حساء الميزو يوقظ الجهاز العصبي بطريقة ناعمة لا تؤثر على عمله، ولا تتسبب في إيذاء الجسم.

- الميزو طعام شامل وقابل وصالح للاستخدام مع أي حساء.

– من أجمل فوائد الميزو أنه يضاف بعد الطبخ للحفاظ على فوائده الغذائية.

– البديل المحلي للميزو هو المخلالات المكبوسة بالماء والملح.

– الميزو متعدد الفوائد كما أشرنا ونضيف هنا إلى تلك الفوائد، أنه كما يقول أهل الاختصاص يساعد في علاج سرطان الثدي، وأمراض القلب.

– لا تقف فوائد هذه الوجبة الشرقية عند أعضاء الجسم الداخلية والقلب والأعصاب بل تتعدى فوائد الميزو أعضاء الجسم الداخلية إلى استخدامه كلصقة طبية للجروح والحروق التي قد تصيب أعضاء الجسم البشري الخارجية.

حساء الميزو مع عشبة البحر وآكامي والفجـل

هذه أهم شوربة تـقدمها الحضارة اليابانية لمرضى السرطان ولكل من يبحث عن الصحة.

إنها الدواء لبناء البنية الصحيحة للإنسان.

المقادير:

- 4 – 5 أكواب ماء مع ربع كوب من عشبة البحر وآكامي مغسولة ومنقوعة لدقيقتين أو ثلاث 2-3 دقائق ومقطعة.

كوب من قطع جذور الفجل مقطعة على شكل نصف دائرة مع ملعقة ونصف إلى ملعقتين ميزو.

الطريقة:

- نضع الماء في القدر ونضعه على النار إلى أن يصل للغليان ومن ثم نضيف عشبة الآكامي والفجل، يغطى القدر وتخفض النار إلى متوسطة، ونتركه لمدة خمس دقائق إلى أن ينضج الفجل.

طريقة عمل حساء الميـزو:

– ضع قطعة طولها 3 بوصات من طحالب البحر الوكامي المغسول بالماء والمقطع إلى قطع طولها نصف بوصة في إناء، وأضف إليها كوبًا من حلقات البصل، وكوبًا واحدًا من الماء القلوي ثم دع الإناء يغلي على نار هادئة.

واتركه يغلي ببطء من4- 5 دقائق، أضف ملعقة كبيرة ميزو واتركه يغلي على النار من 3- 5 دقائق أخرى.

ثم زينه بالبصل الأخضر.

ملاحظة: يذوب الميزو في نصف كوب من الماء الساخن وبعد ذلك يمزج مع الحساء.

نجيب أيوب – اختصاصي تغذية

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم