أظهر دواء “أميكريتين” التجريبي، الذي طورته شركة نوفو نورديسك، قدرة لافتة على مساعدة الأشخاص على خسارة ما يقرب من 25% من وزن الجسم في التجارب السريرية المبكرة، وفقًا لما جاء في شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية. يمثل هذا الدواء نقلة نوعية محتملة في مجال إدارة الوزن، لما له من آلية عمل مزدوجة ونتائج واعدة في فقدان الوزن المستمر.

آلية عمل فريدة ونتائج مبشرة
يعمل “أميكريتين” عن طريق محاكاة هرمونين مهمين للتحكم في الجوع والشهية:
- الأميلين: الذي ينظم الشهية ويخلق شعورًا بالشبع.
- ببتيد الجلوكاجون الشبيه-1 (GLP-1): وهو الهرمون نفسه المستخدم في أدوية شهيرة مثل “أوزيمبيك” و”ويجوفي” لقمع الشهية وتعزيز إفراز الأنسولين.
صرح مارتن هولست لانج، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس التطوير في شركة نوفو نورديسك: “إن أميكريتين هو أول علاج يستغل المسارين البيولوجيين المتميزين اللذين يحفزهما الأميلين وGLP-1 في جزيء واحد”.
في الدراسة التي شملت 125 بالغًا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، تجاوز فقدان الوزن للمشاركين الذين تلقوا حقنًا أسبوعية من “أميكريتين” بكثير أولئك الذين تناولوا دواءً وهميًا. ووفقًا لبيان صحفي من نوفو نورديسك، خسر المشاركون الذين حصلوا على أعلى الجرعات (حتى 60 ملغ) ما يصل إلى 24.3% من وزنهم بعد 36 أسبوعًا، مقارنة بـ 1.1% فقط للمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.
فعالية عبر أشكال متعددة
لم تقتصر النتائج الواعدة على الحقن؛ فقد أظهرت تجربة سابقة للمرحلة الأولى من النسخة الفموية (الحبوب) من “أميكريتين” أنها كانت “آمنة ومقبولة”، مع “انخفاض ملحوظ في وزن الجسم” مقارنةً بالعلاج الوهمي. فقد أدى تناول الحبة مرة واحدة يوميًا إلى فقدان حوالي 10% من الوزن، بينما فقد أولئك الذين ضاعفوا الجرعة 13%.
من الفوائد الأخرى التي أبرزها الباحثون هي أن “أميكريتين” يبدو أنه يتجاوز مرحلة “ثبات الوزن” الشائعة في رحلات فقدان الوزن، حيث استمر المشاركون في خسارة الوزن طالما استمروا في تناول الدواء. علقت أجنيس جاسويرك، أخصائية علم الأدوية السريرية في نوفو نورديسك، في نتائج الدراسة للمرحلة الأولى، بأن “عدم وصول فقدان الوزن إلى مرحلة الثبات يشير إلى إمكانية تحقيق المزيد من تخفيضات الوزن مع العلاج الموسع”.

الآثار الجانبية والخطوات المستقبلية
على غرار أدوية GLP-1 الأخرى، كانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لـ”أميكريتين” هي أعراض الجهاز الهضمي، مثل الغثيان والقيء وانخفاض الشهية. تراوحت شدة هذه الآثار الجانبية بين الخفيفة والمتوسطة، وزادت مع تكرار الجرعات. ينصح الخبراء بمراقبة هذه الآثار الجانبية عن كثب، لأن مشاكل الجهاز الهضمي شائعة بين مرضى السمنة.
أكدت الدكتورة كريستين رين فيلدينج، مديرة ورئيسة قسم جراحة السمنة في برنامج إدارة الوزن بجامعة نيويورك لانجون (ولم تشارك في الدراسة)، أن “بينما النتائج الأولية لفقدان الوزن مشجعة بالفعل، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لضمان أن الفوائد العلاجية تفوق المخاطر المحتملة باستمرار، وخاصة مع الإدارة طويلة الأمد”.
وأضافت رين فيلدينج أن الأدوية المعتمدة على GLP-1، بما في ذلك هذه الحبة التجريبية الجديدة، “ليست علاجًا شاملًا للسمنة”. مشيرة إلى أن “السمنة مرض مزمن ومتعدد العوامل يتطلب نهجًا شاملًا وطويل الأمد. يمكن أن تلعب العلاجات الدوائية دورًا مهمًا في إدارة الحالة، ولكنها غالبًا ما تكون أكثر فعالية عند دمجها مع تدخلات أخرى”.
قدمت شركة نوفو نورديسك أحدث النتائج في الجمعية الأمريكية للسكري بشيكاغو في 22 يونيو، وتم نشرها أيضًا في المجلة الطبية “لانسيت”. وتخطط الشركة الآن للتحضير للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية على “أميكريتين” في كلا شكليه: الفموي والحقن، لعلاج السمنة.