الصحة والغذاء

دواء جديد قد يحمي البصر لدى المصابين بالسكري

 أعلنت جامعة كوينز بلفاست (Queen’s University Belfast) عن نتائج بحث جديد، تشير إلى أن دواءً جديدًا، هو 2-HDP، يمتلك إمكانية هائلة لحماية البصر لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري. يستهدف هذا العلاج الجديد الضرر الخلوي المبكر في شبكية العين، قبل أن يتطور إلى تلف غير قابل للإصلاح.

التحدي: الحاجة إلى التدخل الوقائي المبكر

يُعدّ مرض الشبكية السكري سببًا شائعًا لفقدان البصر بين البالغين في سن العمل. يحدث المرض نتيجة لتلف الأوعية الدموية والخلايا العصبية في الشبكية بسبب ارتفاع مستويات سكر الدم المزمن. وغالبًا ما يبدأ هذا التلف دون أعراض واضحة، مع حدوث ضرر مبكر للشبكية يسبق اكتشاف المريض لأي مشاكل في الرؤية.  

يشير البروفيسور تيم كيرتس، رئيس قسم فسيولوجيا الأوعية الدموية في معهد ويلكوم-ولفسون للطب التجريبي بجامعة كوينز بلفاست، والذي قاد الدراسة: “تميل العلاجات الحالية إلى استهداف المراحل المتأخرة من المرض، بعد حدوث ضرر جسيم، وغالبًا ما يكون غير قابل للإصلاح. أردنا من خلال هذه الدراسة استكشاف ما إذا كان التدخل الدوائي المبكر قادرًا على إيقاف المرض في مساره قبل أن يؤدي إلى فقدان البصر بشكل خطير”.

آلية العمل: تحييد الجزيئات السامة

اختبر الفريق البحثي مركب2-HDP  باستخدام نموذج الفئران المصابة بالسكري. وقد وُجد أن هذا الدواء يعمل عن طريق تحييد الجزيئات الضارة شديدة التفاعل، مثل الأكرولين، والتي تتراكم في شبكية العين أثناء الإصابة بالسكري وتُساهم في تلف الوحدة العصبية الوعائية وفقدان البصر.  

أظهرت النتائج الرئيسية للدراسة ما يلي:

  • الحماية العصبية والوعائية: نجح دواء 2-HDP في حماية الخلايا العصبية والأوعية الدموية في الشبكية، وخفف من علامات الالتهاب، وساعد في الحفاظ على الوظيفة البصرية.  
  • الفعالية المستقلة عن الجلوكوز: أظهرت الدراسة أن التأثير الوقائي للدواء كان مستقلًا عن التحكم في مستويات سكر الدم أو الهيموجلوبين الغليكوزيلاتي (HbA1c) لدى الفئران. هذه الميزة الحرجة تشير إلى أن الدواء قد يوفر حماية فعالة للرؤية حتى للمرضى الذين يواجهون تحديات في الإدارة الأيضية المزمنة للمرض.  
  • التحقق الانتقالي: لدعم إمكانية تطبيق هذه النتائج على البشر، فحص الفريق أنسجة شبكية مأخوذة من مرضى السكري، ووجدوا وجود الجزيئات السامة نفسها التي يستهدفها 2-HDP. هذا يؤكد أن الدواء قد يمتلك القدرة على استهداف هذه الجزيئات الضارة لدى البشر أيضًا.  

علّقت الدكتورة جوسي أوغسطين، الباحثة في معهد ويلكوم-ولفسون، قائلةً: “تكشف دراستنا عن علاج جديد محتمل لحماية البصر لدى مرضى السكري من خلال معالجة الضرر المبكر في شبكية العين قبل أن يصبح دائمًا. قد يؤدي هذا إلى جيل جديد من الأدوية التي تهدف إلى الحد من ضعف البصر وتحسين جودة حياة ملايين الأشخاص حول العالم”.  

الإمكانات الصيدلانية: العلاج الفموي

بالإضافة إلى الفعالية الجزيئية، أظهرت المحاكاة الحاسوبية أن جزيء 2-HDP يمكنه الدخول بسهولة إلى الخلايا داخل الجسم. وهذا يشير إلى إمكانية تطوير علاجات قائمة على الأقراص الفموية في المستقبل، مما يمثل تحسنًا كبيرًا في سهولة الإعطاء مقارنة بالحقن المتكرر داخل العين، وهي الطريقة السائدة في علاج المراحل المتأخرة حاليًا.  

ويختتم البروفيسور كيرتس قائلاً: “يسلط هذا الاكتشاف الضوء على أهمية التدخل المبكر في مرض الشبكية السكري والحاجة الملحة إلى علاجات جديدة ومستهدفة يمكنها حماية الرؤية قبل حدوث تلف دائم”.  

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات روناء للإعلام المتخصص   روناء