الصحة والغذاء

دراسة تكشف العلاقة بين المناعة والحصوات البولية

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “جينز آند ديزيز” عن رؤى جديدة ومهمة حول العلاقة المعقدة بين خصائص الخلايا المناعية، ومستقلبات الدم، وخطر الإصابة بحصوات المسالك البولية. باستخدام تحليل التوزيع العشوائي المندلي (MR) وتحليل الوساطة، يُسلط هذا البحث الضوء على الكيفية التي تؤثر بها مستقلبات الدم المتنبأ بها وراثيًا على العلاقة بين سمات خلايا مناعية محددة وتكوين حصوات المسالك البولية. هذه النتائج لا تعزز فهمنا للآليات المسببة للمرض فحسب، بل تشير أيضًا إلى أهداف علاجية واعدة لهذه الحالة الشائعة والمتكررة.

تحدي حصوات المسالك البولية: مشكلة صحية عالمية

تُصيب حصوات المسالك البولية، المعروفة بتكوين رواسب صلبة داخل الجهاز البولي، ما يقارب 10% إلى 15% من سكان العالم، وتشهد معدلات انتشارها تزايدًا مستمرًا. تتأثر هذه الحصوات بعوامل متعددة، بما في ذلك اختلالات الجهاز المناعي واضطرابات التمثيل الغذائي.

في هذه الدراسة الشاملة، طبق الباحثون أسلوب التوزيع العشوائي المندلي (باستخدام عينتين) لتقييم العلاقة السببية بين خصائص الخلايا المناعية، ومستقلبات الدم، وخطر الإصابة بحصوات المسالك البولية. شملت الدراسة بيانات ضخمة من 488,346 فردًا، منهم 6,223 حالة إصابة بحصوات المسالك البولية، و482,123 حالة ضابطة، معتمدين على أدوات جينية مستمدة من دراسات الارتباط على نطاق الجينوم (GWAS).

كشف الروابط: خصائص الخلايا المناعية وحصوات المسالك البولية

حدد التحليل عشر خصائص للخلايا المناعية تظهر ارتباطًا وثيقًا بخطر الإصابة بحصوات المسالك البولية. وشملت هذه الخصائص علامات من مجموعات الخلايا البائية، والخلايا التائية التنظيمية، وخلايا CDC.

من بين هذه الخصائص، وُجد أن مستويات معينة تزيد من خطر الإصابة، مثل:

  • IgD-CD24-% من الخلايا الليمفاوية.
  • CD24 على الخلايا البائية الانتقالية.
  • CD25 على IgD+ CD38- الساذجة.
  • CD4 Treg% من الخلايا التائية.
  • Treg AC النشطة والهادئة.

على الجانب الآخر، تم تحديد خصائص أخرى كعوامل وقائية، ومنها:

  • HLA DR على الخلايا المتغصنة البلازمية.
  • HLA DR على الخلايا المتغصنة.
  • HLA DR على الخلايا البائية.

والجدير بالذكر أن تحليل الرنين المغناطيسي العكسي لم يدعم وجود تأثير سببي لحصوات المسالك البولية على خصائص الخلايا المناعية، مما يشير إلى وجود علاقة أحادية الاتجاه.

المستقلبات كوسطاء: دور حاسم في تكوين الحصوات

كشف تحليل إضافي عن 13 مُستقلِبًا (نواتج الأيض) مرتبطة بحصوات المسالك البولية، بما في ذلك أنواع من الدهون، والأحماض الأمينية، والكربوهيدرات، ونسب المستقلبات.

  • من بين هذه المستقلبات، ارتبط كل من الجليكوليثوكولات و4-هيدروكسي كلوروثالونيل (4-OH-CHT) بزيادة خطر الإصابة بالحصوات.
  • في المقابل، ارتبط الستيريدونات والسفينغوميلين بانخفاض خطر الإصابة.

أهم من ذلك، أظهرت الدراسة أن الجليكوليثوكولات و1-أوليويل-2-لينولويل-GPE توسطا بشكل إيجابي في العلاقة بين سمات الخلايا البائية وتكوين حصوات المسالك البولية. بينما توسط 4-OH-CHT بشكل سلبي في العلاقة بين نسبة الخلايا التائية التنظيمية CD4% وحصوات المسالك البولية.

آفاق جديدة للوقاية والعلاج

تؤكد هذه النتائج بشكل قاطع أن نواتج أيض الدم تؤدي دورًا هامًا وحاسمًا في تكوّن حصوات المسالك البولية بوساطة مناعية. من خلال الكشف عن هذه المسارات الأيضية المعنية، لا تعزز الدراسة فهمنا لآلية تكوّن حصوات المسالك البولية فحسب، بل تقترح أيضًا مؤشرات حيوية جديدة يمكن استخدامها لتقييم المخاطر بشكل أدق.

علاوة على ذلك، تُشير الدراسة إلى أن استهداف التفاعلات المناعية-الأيضية قد يمثل استراتيجية واعدة وفعالة للغاية للوقاية من تكوّن حصوات المسالك البولية وإدارتها في المستقبل. هذا يفتح الباب أمام علاجات مبتكرة تستهدف الأسباب الجذرية للمرض، بدلاً من مجرد التعامل مع الأعراض.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم