أعلن باحثون من جامعة إيست أنجليا (UEA) بالتعاون مع شركة Oxford BioDynamics عن إنجاز طبي كبير يتمثل في تطوير اختبار دم جديد يمتاز بـدقة عالية لتشخيص متلازمة التعب المزمن والمعروفة أيضاً باسم التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل.
دقة التشخيص وأهميته للمرضى
يُعد هذا الاختبار نقطة تحول مرتقبة لمرضى متلازمة التعب المزمن، وهو مرض مزمن ومُنهك يُساء فهمه وتشخيصه غالباً بسبب غياب الفحوصات التشخيصية الموثوقة.
- الدقة الفائقة: أظهر الاختبار دقة إجمالية تصل إلى 96%، مع حساسية بلغت 92% (القدرة على تحديد المصابين بدقة) وخصوصية بلغت 98% (القدرة على تحديد الأصحاء بدقة).
- الأمل في التشخيص المبكر: من شأن هذا الاختبار أن يوفر تشخيصاً مؤكداً للمرضى الذين عانوا لسنوات من إهمال أو تشخيص خاطئ، مما يتيح لهم الحصول على الدعم والرعاية اللازمة وإدارة المرض بفعالية أكبر.
التقنية المبتكرة وراء الاكتشاف
اعتمد العلماء في تطوير هذا الاختبار على تقنية متقدمة تُسمىEpiSwitch® 3D Genomics، وهي تقنية متطورة لفحص التخلق الوراثي.
- تحليل طيات الحمض النووي (DNA): بدلاً من تحليل التسلسل الجيني الثابت، تفحص التقنية الطي ثلاثي الأبعاد لجزيئات الحمض النووي داخل خلايا الدم.
- العلامات التخلقية: كشف التحليل عن نمط فريد من الطيات الجينومية يظهر باستمرار لدى المصابين بمتلازمة التعب المزمن ولا يُرى لدى الأصحاء. وتعتبر هذه العلامات التخلقية مفتاحاً للتشخيص، لأنها تتغير خلال حياة الشخص وتؤثر على تنظيم الجينات، على عكس الشفرة الجينية الثابتة.
الآفاق المستقبلية وتطبيقاته على “كوفيد طويل الأمد”
يشير الباحثون إلى أن هذا الاختراق قد يفتح آفاقاً جديدة في فهم وعلاج المرض، ويمتد تأثيره إلى حالات أخرى:
- تشخيص كوفيد طويل الأمد (Long Covid): يأمل الفريق أن يمهد البحث الطريق لتطوير اختبار مماثل ودقيق لتشخيص “متلازمة ما بعد كوفيد” (كوفيد طويل الأمد)، نظراً لتشابه مجموعة الأعراض بين الحالتين.
- تطوير العلاج: كشف التحليل أيضاً عن مؤشرات لمسارات الجهاز المناعي والالتهاب المتورطة في متلازمة التعب المزمن، مما قد يساهم في توجيه الأبحاث نحو تطوير علاجات مستهدفة وتحديد المرضى الأكثر استجابة لأنواع معينة من العلاج.
نُشرت نتائج هذا البحث في مجلة الطب الانتقالي (Journal of Translational Medicine).
