الصحة والغذاء

تخسيس أم تدليس؟

بسبب الاعتقاد السائد بين نسبة كبيرة من شرائح المجتمع بأن الرشاقة من أهم سمات الجمال.. لذا تلهث الفتيات، وتنفق الكثير من المال مقابل كل ما تعتقد أنه سيؤدي لرشاقتها غير مبالية بطريقة تحقيق ذلك: صحيحة أو خاطئة علمية أو شعبية.
عجيبة وخاطئة
ومن خلال عملية إحصائية بسيطة للحميات التي تشيع بين الفتيات في السنوات الأخيرة، نجد من بينها عشرات الوسائل العجيبة والغريبة والخاطئة.

نذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر: الريجيم الكيميائي، والحميات القاسية، وحميات السوائل، وحميات الفواكه، وأنواع مختلفة من شاي التخسيس، وحبوب الرشاقة، وحزام التخسيس، وصابون التخسيس، وأنواع عديدة من الأعشاب، وعشرات الأجهزة، وعمليات شفط الدهون وتحزيم المعدة.

كل هذا وذاك من تقاليع جديدة، تكون نتيجته ظهور علامات مرضية على الفتاة ربما أشد خطورة من أضرار السمنة.

أحدث ريجيم

وسائل التخسيس الحديثة التي يلجأ إليها بعض الفتيات عادة ما تخلط بين معتقدات شعبية متوارثة ومفاهيم غير مؤكدة علميًا.. وفي معظم الحالات لا تقدم هذه الوصفات علاجًا شافيًا، ولا تعطي نتائج تذكر.

حكت لي إحدى الفتيات أنها كانت تتناول كميات كبيرة من الفواكه لاعتقادها أنها لن تؤثر على برنامجها الغذائي الذي تتبعه.. لكن بحسبة بسيطة للسعرات التي تدخل الجسم حتى نهاية اليوم، اكتشفت أن عدد ما تم الحصول عليه من الفواكه يتعدى في مجموعه عدد السعرات الحرارية التي تناولتها الفتاة عن طريق باقي أنواع الطعام.

حمية جديدة أخرى، لجأت إليها فتاة أخرى، وهو دواء على شكل حبوب حصلت عليه من إحدى الصيدليات، وتناولته لمدة شهر فنزل وزنها 4 كلغم، تقول: رغم أنني نحفت إلى حد ما ولكن أصبحت عصبية وأصبت بإرهاق وأرق وشعرت بآلام في المعدة.

وذكرت لي فتاة أخرى أنها لجأت إلى الحد من شرب المياه بعد أن سمعت أن الإسراف في الماء يؤدي للسمنة ويزيد بروز (الكرش). لكن اكتشفت بعد ذلك أن الماء ضروري للجسم ويساعد على تخليصه من السموم الضارة عن طريق البول، في حين أن تناول كمية كبيرة من الماء لا يسبب زيادة في الوزن بأي شكل من الأشكال.

ومن تقاليع الحميات حمامات الساونا التي تنتشر بين أوساط معينة من الفتيات باعتبارها وسيلة أكيدة – برأيهن – للتخلص من أي وزن زائد..

ويبدو أن هذا الاعتقاد مبني على تفكير خاطئ يربط بين زيادة العرق ونقص الوزن، بينما الحقيقة أن زيادة العرق يتم تعويضها مباشرة بشرب الماء. أما نقص الوزن الناتج عن احتراق الدهون فعلا نتيجة الجهد البدني) فلا يتم تعويضه بشرب الماء. وفي كل الحالات فإن الشيء المؤكد أن هذه الحمامات ليس لها تأثير على احتراق الدهون ونقص الوزن.

هوس العصر

إن تقاليع التخسيس موجودة منذ سنوات طويلة في أوروبا، ثم انتقلت إلى المراهقات في المجتمع المراهقة تهتم بإنقاص وزنها بشكل مبالغ فيه للغاية، ربما لأن الفتاة في هذه المرحلة العمرية تفكر في جمالها فقط.

ولأن السمنة أصبحت في المفهوم الاجتماعي الحديث تعني انعدام الجمال، لذا تنطلق الفتيات وراء كل جديد بما يشبه الهوس. ويُعتقد أن هذا الضغط ينعكس على صحة الفتاة، فتجدها لا تأكل أبدًا أو تأكل ثم تندم وتجبر نفسها على التقيؤ، وهذه العملية تضر جسمها على المدى البعيد كما تؤثر على جهازها الهضمي وتسبب نقصًا كبيرًا في الفيتامينات والأملاح المعدنية، فتكون النتيجة النهائية الإصابة بالأنيميا، وتتحول لفتاة متعبة، إلى جانب التأثيرات النفسية المصاحبة لذلك.

إبر صينية

هناك طرق ووسائل أخرى تلجأ إليها بعض الفتيات من أجل التخسيس مثل استخدام الإبر الصينية.. إن الفكرة صحيحة، إذ إن هناك علاقة بين مناطق في الأذن ومراكز في المخ تتحكم بأشياء معينة منها الشهية، بحيث يشعر الإنسان بالشبع ويأكل كميات قليلة.

ولكن استخدام هذه الإبر يتطلب أن يكون المعالج مختصًا ولديه خبرة ويعرف جيدًا ما يقوم به.

أما طريقة الإبر النحلية فتعتمد على سم النحل، وهو عبارة عن سائل شفاف له رائحة عطرية لدغه وطعمه مر، وهو مطهر قوي لاحتوائه على أحماض مختلفة، وفوسفات الماغنسيوم والكبريت والنحاس والكالسيوم وبروتينات وزيوت طيارة، وهذه كلها تمثل الخاصية العلاجية لسم النحل وتنشط الدورة الدموية والجهاز المناعي بالجسم.

ولكن هذه الطريقة لها مخاطر عديدة لأنه يتم عبر وضع النحل مباشرة على بعض الأماكن بالجسم ليقوم باللدغ، ويحتاج العلاج لعدة جلسات تحت إشراف مختص وخبير بذلك لأن دخول سم النحل على جسم الإنسان يؤدي إلى مضاعفات سيئة وشديدة الخطورة.

لا تستعجلن

ننصح المرأة بعدم الاستعجال في إنقاص الوزن لأن أي أسلوب سريع سيكون خاطئًا. وتركز على أمور أساسية منها:

– أن يكون تخفيف الوزن بمعدل يناسب الزيادة في الوزن حسب تعليمات الطبيب.

 -النزول في الوزن بالتدريج من نصف كيلو إلى كيلو في الأسبوع.

 -الفحص الشامل قبل اتباع الحمية.

– كل جسم له حمية مناسبة له.

– تحديد السعرات الحرارية بعد التشخيص البدني.

– تحديد الحمية حسب الرغبة، بمعنى أن يوضع النظام الغذائي حسب تذوق الشخص.

 -الرياضة من القواعد الأساسية للوصول للرشاقة والمحافظة عليها.

د. نصير نهاد شاكر – استشاري التغذية العلاجية

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم