الصحة والغذاء

انتصارًا.. للبطيخ

لهواة البصل، نعم لهواته وللعارفين بقيمته الغذائية فقط جندت مزارع العالم علوم التهجين والوراثة لإنتاج بصل جميل الشكل فهو ناصع البياض، وعديم الرائحة حتى لا تتضايق المدام أو المدير، ولعشاق الثوم أوجد الألمان والأمريكان حسب معلوماتي حبوبًا طبيعية لها نفس الأثر وبدون الرائحة.

بالطبع في هذين الصنفين من الخضار، إذا كانا كذلك فالبعض يعتقد أن كل ما يمكن أكله بدون طهي فهو فاكهة، أقول في هذين الصنفين هناك توجيه ديني بعدم الذهاب إلى المسجد وإيذاء المصلين برائحتهما، وهي ليست حجة لإهمال صلاة الجماعة، لكنه توجيه جميل ينظم أوقات تناولهما.

ضع قائمة بالأغذية التي فقدت نكهتها؟ فاكهة أو خضارًا، وإذا لم تجد يمكنك وضع قائمة بالناس والأشياء التي فقدت نكهتها، وستجد الأسباب في معظمها تافهة، إذا وجدت بعضًا منها ، ولأننا نحوم حول الغذاء استعدادًا لالتهامه فيؤرقني فقدان البطيخ أو «الجح» أو «الحبحب» لنكهته ومن قبل لشكله.

تأمل جيدًا فيه، خصوصًا النوع المحلي منه، ستجد أولاً أن مسطحه الخارجي لم يعد أملس كالمعتاد منذ قرون، ثم تجد أن الجهة الشمالية منه منتفخة، والجنوبية ضامرة، وليس لهذا علاقة بالعقار ومخططات الأحياء الجديدة وخدماتها، ثم تجد أخيرًا أنه غالبه يحتوي على «خبطة» أو اثنتين، وجميعنا يعلم أن خبطتين في بطيخة واحدة «توجع».

لو كان البطيخ شيئًا يطبخ لقلت إنه النظام العالمي الجديد، لكن وبما أنه هو بلسم أدمغتنا عندما يأتينا طباخ التمر فلابد أن نحل احتجاجنا في الجامعة، جامعة العلوم والأغذية، لأن الجامعة الخاصة بالاحتجاجات تخصصت في الشأن اللبناني، ولبنان ليس من منتجي البطيخ الرئيسيين.. ما علينا.

انتهينا من القشرة الخارجية للبطيخة، وبالتعمق في داخلها، تجدها غالبا ذات لون أحمر معقول، لكنه بدون طعم، فلماذا يا ترى، هل أخطأ خبير التهجين والمورثات في المزرعة وحقن شتلات البطيخ بما كان يجب ان يحقن به شتلات البصل وشجيرات الثوم، أم أنها مؤامرة من أهالي الجبال والمناطق الباردة علينا نحن سكان الصحاري والأماكن «الخنه» حتى لا ننعم ببطيخنا الذي يعده الزميل الصحافي المخضرم بدر الخريف مخدرًا طبيعيًا لفترة الظهيرة خاصة إذا أعقب «ذراع رز مشخول» وسبق «بادية لبن خاثر» وهو بالمناسبة يتحدى ومستعد أن يراهن أن يقوم أي «نفر» من على «السماط» ليمشي إلى مكان غسل اليدين بعد تطبيق هذا الكورس الصيفي.

إذًا لا عزاء للأستاذ الخريف، ولنا، ولكل من يعودون من أعمالهم ودرجات الحرارة فوق الخمسين (في النشرة الجوية لا تتجاوزها لأن العداد المستخدم حده الأقصى خمسون . . ربما) ويمنون أنفسهم بالانتحار في «بلم» الكبسة، ثم التنعم ببطيخة، وإرواء عطشهم بلبن كاااااااااااامل الدسم.

محمد اليامي

  • المقال منشور في مجلة عالم الغذاء 2008م

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم