الصحة والغذاء

المياه تحقق المعجزات

قضت (لوريل كوندور) السنوات الخمس عشرة الماضية من عمرها وهي تعمل في بيئة فريدة، مستخدمة ما تمتلكه من مهارات بوصفها معالجة طبيعية في حمام سباحة لمساعدة الصغار والكبار ممن يعانون الإعاقة.

ولقد تخرجت لوريل وهي من مدينة (إلجين) بولاية (إلينوي) الأمريكية في جامعة سانت لويس بميسوري وحصلت منها على درجة علمية في العلاج الطبيعي.

تقول لوريل: بفضل العلاج بالماء يمكن لمن يعاني من إعاقة أن يتعلم الاستمتاع برياضة السباحة وفي الوقت نفسه يكتسب جسده القوة وتزيد براعته في استخدام أطرافه.

لقد مارست لوريل السباحة منذ أن كانت في السادسة من عمرها ودخلت مجال سباقات السباحة التي تُجرى داخل حمامات السباحة في سن الثانية عشرة.

وتتبارى لوريل الآن في سباقات مياه مفتوحة مختلفة مثل السباقات التي تُجرى في الخلجان أو المحيط أو البحيرات، كما تشارك في المسابقات الثلاثية التي غالبًا ما تتألف من سباقات في الجري والسباحة وركوب الدراجات.

ويرجع نجاح وريل في مجال العلاج الطبيعي لحبها للمياه ولتحمسها إلى أن ترى الأطفال من متحدي الإعاقة يتعلمون كيفية التغلب على ما يعانوه من إعاقات مع استمتاعهم بالسباحة في نفس الوقت. وتقول إن النجاح يتمثل في أن ترى البسمة وقد علت وجه أحد مرضاها لتعلمه حركة جديدة أو لإحساسه بشعور جديد عليه.

وترتسم ابتسامة عريضة على وجه  لوريل عندما تتحدث عن بعض الإنجازات التي تمكن مرضاها من تحقيقها من خلال العلاج بالماء الذي تمارسه لوريل في أحد حمامات السباحة. فقد رأت لوريل أطفالاً لا يمكنهم السير على الأرض وقد تمكنوا من السير في المياه؛ وأطفالاً بالكاد يمكنهم التحرك لتحريك الكرسي المتحرك وهم يسبحون بشكل مستقل في حمام السباحة. وتقول لوريل إنها تحاول مساعدة الأطفال من متحدي الإعاقة على تحقيق أهداف وظيفية تفوق ما يمكنهم تحقيقه على الأرض. وتقول إن الصبر والاستعداد للتحلي بالمرونة من أهم خصائص المعالج الطبيعي. وتعتقد لوريل في أنه يتعين حفز الأطفال وضمان استمتاعهم بالمياه من أجل تحصيل أكبر استفادة من العلاج.

ولقد قررت لوريل أن تعمل في مجال العلاج الطبيعي بعد قرأتها لكتاب «الجانب الآخر للجبل»  من تأليف إيفانز فالينز. وتدور أحداثه حول المتزلجة جيل كينماونت التي كانت تأمل في الحصول على ميدالية أوليمبية وعانت من إصابة شديدة في النخاع الشوكي أثناء تدربها للمشاركة في أوليمبيات 1956. ولقد استمدت لوريل الإلهام من تصميم جيل على التعافي وما حققته من تقدم من خلال العلاج الطبيعي.

ويعاني مرضى لوريل من إعاقات تتراوح ما بين الشلل الدماغي والتوحد والحثل العضلي ومتلازمة داون (التي تعرف أيضًا بالعته المغولي).

ويقول الأطفال الذين خضعوا للعلاج بالماء إنهم استشعروا تحسنًا في درجة استعدادهم وفي درجة شد عضلاتهم وقوتها والتنفس وطريقة المشي. وتوضح لوريل أن روعة العلاج بالماء يكمن في عدم وجود الجاذبية التي تعمل عكس الجسم مما يساعد مرضاها على الاسترخاء والتمتع بمقدار أكبر من حرية الحركة.

ويتمتع هذا النوع من العلاج بميزة هائلة بالنسبة لمن يعاني تقلص العضلات من جراء إعاقة بدنية مثل الشلل الدماغي.

انضمت لوريل إلى برنامج الرياضات المائية في سبتمبر 2004 عندما لاحظها مدير البرنامج في سان رافاييل أثناء عملها مع أحد المرضى البالغين في حمام العلاج الطبيعي التابع للجمعية في سان رافاييل. فقرر مدير البرنامج أن لوريل ستكون المعلمة المثالية التي تترأس برنامج ألعاب مائية للأطفال في سان فرانسيكو.

وقد تم إنشاء البرنامج في مايو 2006. وتعالج لوريل مرضى تتراوح أعمارهم من صغار في سن أربعة أشهر إلى بالغين في سن العشرين. وتمتلك لوريل هدفًا واحدًا يتعلق بجميع مرضاها، ألا وهو أن يصبحوا قادرين على السباحة بشكل مستقل وأن يستمتعوا بالسباحة قدر الإمكان

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم