الصحة والغذاء

“الكاروتينات” تقلل خطر سرطان القولون 40%

تستمر الأبحاث في كشف النقاب عن العلاقة بين النظام الغذائي وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم (CRC)، الذي يُعد ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين البالغين الأمريكيين (باستثناء أنواع معينة من سرطان الجلد)، وتتزايد حالاته، لا سيما بين من تقل أعمارهم عن 55 عامًا. بينما أشارت دراسات سابقة إلى أن النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء والمُصنّعة والكحول يرفع من الخطر، وأن الألياف والبروبيوتيك (مثل الزبادي) قد تحد منه، تتجه الأنظار حالياً نحو مركبات نباتية محددة.

تفاصيل الدراسة والنتائج

نشر باحثون من إيطاليا في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية نتائج دراسة حالة معمقة، هدفت إلى تقييم دور الكاروتينات – وهي أصباغ نباتية طبيعية موجودة بكثرة في الفواكه والخضراوات – في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم.

منهجية البحث

أجرى الباحثون تحليلًا للبيانات المجمعة بين عامي 1992 و1996 في إيطاليا. شملت الدراسة 1953 مشاركًا مُشخصًا بسرطان القولون والمستقيم (بمتوسط عمر 62 عامًا)، وقارنتهم بمجموعة ضابطة من حوالي 4200 شخص (بمتوسط عمر 58 عامًا) ليس لديهم تاريخ للإصابة بالسرطان. تم جمع بيانات مفصلة عن نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، عبر استبيانات تكرار تناول الطعام التي استخدمت لتقدير متوسط الاستهلاك الأسبوعي من الأطعمة والكاروتينات.

النتائج الرئيسية

أظهرت النتائج، بعد التعديل الإحصائي للعوامل المربكة المحتملة مثل التدخين وتعاطي الكحول، ارتباطًا عكسيًا خطيًا بين إجمالي تناول الكاروتينات وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. بمعنى آخر، كلما ارتفع استهلاك الأطعمة الغنية بالكاروتينات، انخفض معدل الإصابة.

  • انخفاض الخطر: الأشخاص في الفئة الأعلى استهلاكاً للكاروتينات (بمتوسط يومي حوالي 23,000 ميكروغرام) ارتبط لديهم انخفاض في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 41% مقارنة بالفئة الأدنى استهلاكاً.
  • أهم الكاروتينات: ارتبط كل من ألفا كاروتين، وبيتا كاروتين، وبيتا كريبتوكسانثين، واللوتين، والزياكسانثين بانخفاض خطر الإصابة.
  • تأثير بيتا كاروتين: لوحظ أن بيتا كاروتين له التأثير الأكبر، حيث ارتبط تناول الأطعمة الغنية به بانخفاض خطر الإصابة بنسبة 40%.
  • مصادر شائعة: كانت المصادر الأكثر شيوعًا للكاروتينات في هذه المجموعة السكانية هي الجزر، والحمضيات، والخضروات الورقية، والطماطم، والبازلاء.

التفسير والاستنتاج

يُرجّح الباحثون أن هذا التأثير الوقائي للكاروتينات يعود إلى خصائصها المضادة للأكسدة وقدرتها على تعديل ومنع نمو الخلايا السرطانية، مما يمنحها تأثيرات مُحتملة مضادة للأورام.

قيود الدراسة والمغزى التطبيقي

على الرغم من النتائج الواعدة، يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه دراسة رصدية تعتمد على ذاكرة المشاركين (استبيانات تكرار تناول الطعام)، مما قد يُدخل بعض التحيز وعدم الدقة. ومع ذلك، تُضيف هذه البيانات دليلاً إضافيًا يُعزز التوصية العامة بزيادة استهلاك النباتات الغنية بالكاروتينات (مثل البطاطا الحلوة، والجزر، والفلفل، والطماطم، والقرع، والمانجو، والخضراوات الورقية) كجزء من استراتيجية متكاملة للحد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، والتي تشمل أيضًا ممارسة النشاط البدني، والإقلاع عن التدخين، والحد من الكحول، وتناول كمية كافية من الألياف وفيتامين د.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات روناء للإعلام المتخصص   روناء