الصحة والغذاء

الطماطم فاكهة وخضراوات ودواء

الطماطم هي احدى نباتات العالم الجديد ، فلم تكن معروفة خارج قارة أمريكا قبل وصول كولومبس إليها سنة 1492 م . وتشير الروايات التاريخية إلى أن الهنود الحمر عرفوا الطماطم  كنبات  زينة وعرفت عندهم   باسم : تفاح الحب ( Love apple) وكانت ثمرتها في حجم ثمرة العنب  ولم يكن شائعا أكلها  اعتقادا منهم أنها نبات  سام، ولكن سرعان ما اكتشف هذا الوهم وأصبحت الطماطم أحد الخضراوات المحببة   ،وعاد المستكشفون الاسبان والبرتغاليون من أمريكا إلى أوطانهم  ومعهم بذور الطماطم والتي أصبحت بعد ذلك رمزا للثروة والحب. وذاع صيتها    في أوربا كغذاء نافع منذ القرن السادس عشر وانتشرت في أول الأمر في إيطاليا،ومنها انتشر النبات في مختلف قارات العالم .

ومن الطرائف  ذلك المهرجان السنوي للطماطم والذي يقام في اسبانيا والذي بدأ في الأربعينات من القرن الماضي و يقوم المشاركون فيه بتبادل إلقاء تلك الثمار الحمراء الدامية على بعضهم في مرح ونشوى .  ويجتذب   هذا المهرجان السنوي   – لطرافته – الكثير من الأجانب من دول بعيدة للغاية عن اسبانيا مثل استراليا واليابان.. ويؤدي إلى تحويل الشوارع إلى بقع حمراء من الصلصة  .  ومن الطرائف  أيضا ما يسمى أحيانا بحرب الطماطم والمقصود بها المنازعات التي تقوم  بين الدول المصدرة والمستوردة  للطماطم كتلك التي ظهرت في الآونة الأخيرة بين اسبانيا والمغرب.

 والطماطم من الثمار المحببة للجميع صغارا وكبارا حيث يتناولونها من خلال السلطة أو يشربونها كأحد العصائر،  وهي  في جميع الأحوال عنصر أساسي في مكونات معظم الأطعمة ، إلا أن الجديد أو الغريب هو أكل الطماطم كأحد أنواع المخللات و يفضل تخليل الطماطم خضراء اللون صغيرة الحجم 0ويتم ذلك بإزالة أعناق الطماطم وغسلها جيدًا ثم  تثقيب هذه الثمار بواسطة شوكة  وتوضع في محلول ملحي  مع بعض ثمار الفلفل الحريف (حسب الرغبة)، وترص في برطمانات .   

   وللطماطم أسماء عديدة  في بلادنا العربية  فهي تسمى بندورة  وهو اسم  شائع  في بلاد الشام وأحيانا تنطق طماطا ، أما في مصر فهي تسمى قوطة  وأحيانا ينادي البائعون عليها باسم المجنونة ويعللون ذلك  بتذبذب سعرها انخفاضا وارتفاعا خلال فترات متقاربة .
  ويرى أصحاب الخبرة أن الطماطم ليست غذاء فقط بل يقولون أنها غذاء  ودواء وخضار وفاكهة.

الطماطم في الطب الحديث

  في إطار حرص العلماء على اكتشاف فوائد الأطعمة المختلفة أكد العلماء على الخصائص الهامة  للطماطم و عصيرها ، وثبت أنها  مصدر هام لمادة ليكوبين، وهي مادة فعالة مضادة للأكسدة أظهرت جدواها في مقاومة السرطان والعديد من الأمراض. وتعمل الطماطم على تعزيز آليات الجسم الدفاعية ضد تلف الخلايا ولذلك فإنها تساعد في الوقاية من بعض الأمراض الخطيرة كأمراض القلب والسرطان الرئوي وسرطان الجهاز الهضمي .  وقد لاحظ العلماء في جامعة هارفارد الأمريكية انخفاض معدل الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 45% بين الرجال الذين يتناولون الطماطم على الأقل عشر مرات أسبوعيا.

ويقول البروفيسور بيتر براملي من جامعة لندن إنه طور، بالتعاون مع زملاء له في اليابان وألمانيا، نوعا من الطماطم الغنية بمادة بيتاكاروتين التي تتحول إلى فيتامين ( أ )  في الجسم. ويعتبر هذا الفيتامين من المواد التي لا غنى عنها في مكافحة عدد من الأمراض الخطيرة   كبعض أنواع السرطان وأمراض القلب . ويقدر صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة( يونيسيف) أن ما بين مليون إلى مليوني طفل تتراوح أعمارهم بين عام إلى أربعة أعوام يموتون سنويا في العالم بسبب نقص هذا الفيتامين . ويشار إلى أن لهذا الفيتامين   دورا في تجنيب الإنسان ضمور الشبكية والتي قد  تؤدي إلى فقدان البصر.

و نجح علماء صينيون بمركز التكنولوجيا البيولوجية بأكاديمية العلوم الزراعية في استزراع وتربية وإنتاج نوع جديد من الطماطم يقاوم الالتهاب الكبدي الوبائي حيث أجتاز ذلك النوع الاختبارات بنجاح تام ومن المنتظر طرحه في الأسواق بحلول العام المقبل. وينتمي  هذا النوع الجديد من الطماطم إلى الأطعمة المعدلة وراثيا حيث تم زراعة مصل التهاب الكبد الوبائي في بذر الطماطم ومع تكاثرها جيلا بعد جيل على مدار عشرة أعوام استقر المصل بداخل حبات الطماطم وأصبح من مكوناتها الأساسية 0ويقول المدير المسئول عن ذلك المشروع أن النوع الجديد لا يختلف في لونه وحجمه وطعمه عن الطماطم العادية لكن إنتاجه بكميات كبيرة يحتاج إلى تكاليف كثيرة ومن ثم فان ذلك النوع سيباع بالحبة وليس بالكيلو لدى طرحه في الأسواق.  

كما أن هذا النوع الجديد من الطعام لن يتم بيعه في الأسواق كسلعة غذائية ولكن سيطرح كسلعة دوائية بديلة عن لقاح الالتهاب الكبدي الوبائي وذلك في المرحلة الأولى على الأقل غير انه بعد النجاح في تخفيض تكاليف إنتاج ذلك النوع من الطماطم سيتم طرحه في أسواق الخضار ليشتريه كل من يرغب في الحفاظ على صحته.

كما أظهرت دراسة إيطالية أجريت في جامعة ميلانو في ايطاليا أن الطماطم تقي المادة الوراثية في الجسم البشري من التلف، وأبانت  دراسة روسية أجراها باحثون روس في أكاديمية (سيشينوف) الطبية في موسكو أن لب الطماطم يساعد في القضاء على بعض أنواع الفطريات والبكتريا التي تقاوم المضادات الحيوية .

ويؤكد باحثون بريطانيون أن الطماطم   يمكن أن تكون كذلك عنصراً فعالاً في الكفاح من أجل صحة جيدة. ففي دراسة أعدها معهد رويت للأبحاث في «ابردين» باسكتلندا وجد أن الطماطم يمكن أن تكون الأساس في منع الجلطات الدموية التي تسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية، وهما من أشد الأمراض فتكاً بالإنسان في العالم المتقدم. وقال علماء  المعهد في دراسة أعلنت مؤخراً أن المادة الجيلاتينية الصفراء حول بذور الطماطم تمنع الصفائح الدموية من أن تتكتل معاً ومن ثم تحول دون تكون الجلطات الخطيرة التي تسد الأوعية الدموية وتقتل الملايين كل عام.

ويعتقد الباحثون أن هذه المادة الجيلاتينية يمكن أن تكون نقطة انطلاق لعلاج مضاد لتكتل الصفائح الدموية بديلاً للأسبرين، الذي يستخدم على نطاق واسع لمنع الجلطات الدموية لكنه قد يسبب اضطرابات في المعدة ونزيفاً. وبينت الاختبارات التي أجريت على مجموعة من المتطوعين أن كمية صغيرة من المادة الجيلاتينية المستخرجة من أربع ثمرات من الطماطم يمكن أن تقلل من نشاط الصفائح الدموية . وتشير أحدث الدراسات العلمية إلى أن الطماطم تمنع الإصابة بعسر الهضم حيث أنها غنية بفيتامين (سي) كما أنها تعمل على  تنشيط حركة الكليتين و تساعد في التخلص من السموم التي تسبب الأمراض وتطرد الغازات،  و تساهم في علاج الإمساك . كما تفيد في تقوية عظام الأطفال، و حمايتهم من الرشح و البرد . وتعد الطماطم هامة للمرضى المصابين بالروماتيزم ،والنقرس ،و الرمال البولية ،و حصى الكلى و المثانة ،كما تساعد في تعديل نسب الحموضة بالمعدة و الدم .  وينصح خبراء التغذية بتناول الطماطم طازجة مع بذورها وقشرها للحصول على أفضل النتائج.

ومن الجديد أيضا عن الطماطم ما أكدته   البحوث الحديثة  بأن المادة الملونة التي  تجعل لون الطماطم محمرا تتميز بفاعلية خفض ضغط الدم.   و قد تم التأكد الآن من فاعلية المادة الملونة الموجودة في الطماطم في خفض ضغط الدم، سواء في البحوث الأكاديمية أو التجارب السريرية. وفي السياق ذاته، أجرى معهد إيطالي متخصص في علوم الأدوية والعقاقير دراسة أخرى مؤخرا حول البيتزا، وأفادت نتيجة الدراسة أن الذين يأكلون البتزا مرة في الأسبوع أو أكثر نسبة إصابتهم ببعض الأورام الخبيثة منخفضة عن نسبة الإصابة بها لدى الذين لا يتناولون البتزا تقريبا. ووجد الباحثون بعد المزيد من البحوث أن الفضل في ذلك يرجع إلى صلصة الطماطم التي تستخدم بكمية كبيرة في طبخ البتزا…

وقفة مع الطب الشعبي

    لا يخلو كتاب من كتب الطب الشعبي من وصفة شعبية يدخل  فيها الطماطم   أو عصيرها  وهذه بعض منها :

  قناع الطماطم للبشرة الدهنية والجافة
تعتبر الطماطم من أفضل ما يعتمد عليه لتضييق مسام الوجه لمفعولها القابض للبشرة . ويعمل هذا القناع بهرس ثمرة طماطم مع   قشرة ليمونة مبشورة مع إضافة  بعض قطرات من عصير الليمون .   ويوضع القناع على البشرة لمدة ربع ساعة ثم يشطف بالماء الفاتر  .

  ومن خصائص الطماطم الفريدة في مجال التجميل أنها تناسب البشرة شديدة الدهنية وكذلك البشرة شديدة الجفاف.

عصير الطماطم  لغثيان الحوامل

في بداية فترة الحمل  كثيرا ما تتعرض الحامل  لدوخة مصحوبة  بغثيان تتكرر في الصباح  بعد الاستيقاظ في  الصباح   وللتغلب على هذه المشكلة  ينصح بتناول كوب من عصير الطماطم  مضافا إليه قليل من ملح الطعام والفلفل الأسود قبل وجبة الإفطار .    

 عصير الطماطم المغذِّي لعلاج الرؤوس السوداء  
 تُعصر ثمرة الطماطم ، ويصفى العصير الناتج خلال قطعة شاش  ، ويخلط العصير الناتج مع الجلسرين ، ويعبأ المستحضر في زجاجة ، ويحفظ في الثلاجة.
يعمل هذا المستحضر على التنظيف العميق للبشرة، وهو يساعد بدرجة كبيرة على التخلّص من الرؤوس السوداء التي تظهر بالبشرة الدهنية ، أو تصاحب الإصابة بحب الشباب. ويجب مراعاة عدم تحضير كمية كبيرة من هذا المستحضر لأنه يفسد مع التخزين. فيكفي تحضير كمية لثلاث مرات من الدهانات.

 عصير الطماطم لعلاج الأميبا

الإصابة بميكروب الأميبا  ينتج غالبا من تناول طعاما ملوثا  وتظهر أعراض المرض على هيئة إسهال  وتعب لأقل مجهود . ولعلاج هذه الحالة  تؤخذ ملعقة  من الحبة السوداء  الناعمة مع ملعقة ثوم مهروس، ويمزج ذلك في كوب دافئ من عصير الطماطم المملح قليلاً، ويشرب ذلك يومياً على الريق لمدة أسبوعين متتابعين.

د/ دينا بركة

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم