أظهرت الدراسات الحديثة أن مركبات الرمان النشطة بيولوجيًا، مثل البونيكالاجين (punicalagins) وحمض الإيلاجيك (ellagic acid)، تملك فوائد قوية مضادة للأكسدة والالتهابات وتدعم صحة القلب والأوعية الدموية، مما يعزز الصحة وطول العمر. تؤكد الأبحاث أن عصير الرمان ومستخلصاته لهما فعالية مماثلة عند مضاهاة محتواهما من البوليفينول.
1. التركيبة الغذائية والكيميائية النباتية
يحتوي الرمان على مكونات نشطة بيولوجيًا تشمل:
- التانينات القابلة للتحلل والأحماض الفينولية، وخاصة البونيكالاجين، والبونيكالين، وحمض الإيلاجيك، وحمض الغاليك.
- الفلافونويدات مثل الأنثوسيانين (anthocyanins).
ملاحظات رئيسية حول المكونات:
- القشرة: تُعد خزانًا غنيًا لهذه المركبات، وغالبًا ما تُظهر المستخلصات المائية لقشر الرمان أعلى إنتاج إجمالي للمواد الكيميائية النباتية.
- البذور: تحتوي على الأنثوسيانين.
- زيت بذور الرمان: يحتوي على ما يصل إلى 76% من حمض البونيسيك (punicic acid)، والذي يوفر خصائص مضادة للسمنة والسكري والسرطان.
2. التأثيرات المضادة للأكسدة
يُعزى النشاط القوي للرمان المضاد للأكسدة إلى المستويات العالية من التانينات القابلة للتحلل، وخاصة البونيكالاجين، بالإضافة إلى حمض الإيلاجيتانين والأنثوسيانين، التي تعمل على:
- مكافحة الجذور الحرة: تقوم بالتقاط أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) مثل السوبروكسيد وبيروكسيد الهيدروجين بشكل مباشر.
- تنظيم الإجهاد التأكسدي: أظهرت الدراسات انخفاضًا في الإجهاد التأكسدي الخلوي والحفاظ على التوازن التأكسدي.
- تحسين القدرة الكلية للأكسدة: أظهرت التجارب السريرية تحسينات في القدرة الكلية للأكسدة وتقليل المؤشرات الحيوية مثل المالونديالدهيد (malondialdehyde) والبروتين الدهني منخفض الكثافة المؤكسد (oxidized LDL).
- دعم الرياضيين: لوحظ تحسن في أداء التمارين وتعزيز نشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة (مثل ديسموتاز الفائق والكاتالاز) بعد مجهود شاق.
3. التأثيرات المضادة للالتهابات
يُقلل الرمان من إشارات عامل النسخ النووي كابا-بي (NF-κB)، مما يحول مسار السيتوكينات نحو حالة التهابية أقل.
- خفض علامات الالتهاب: في كل من التجارب الحيوانية والسريرية، تعمل مركبات الرمان على خفض عوامل الالتهاب مثل عامل نخر الورم ألفا (TNF-α)، وإنترلوكين-6 (IL-6)، والبروتين التفاعلي C (CRP).
- فوائد في حالات مرضية: لوحظ انخفاض في الإجهاد التأكسدي وتحسن في الدفاعات الإنزيمية لدى النساء المصابات بهشاشة العظام في الركبة. كما أظهر المرضى الذين يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي فوائد مضادة للالتهابات ومعدلة للدهون، بما في ذلك انخفاض الكوليسترول الضار (LDL-C).
4. صحة القلب والأوعية الدموية
تُشير التجارب العشوائية قصيرة المدى إلى فوائد الرمان لصحة القلب:
- تنظيم ضغط الدم: الإبلاغ عن انخفاضات طفيفة في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، ويُرجح أن ذلك يرجع إلى تحسن توافر أكسيد النيتريك الحيوي (nitric oxide) وتقليل الإجهاد التأكسدي.
- مكافحة تصلب الشرايين: تدعم الآليات المضادة لتصلب الشرايين تقليل البروتينات الدهنية المؤكسدة وتحسين التعامل مع الكوليسترول في الخلايا الأكولة.
- الآلية الرئيسية: تتمثل التأثيرات الوعائية للرمان بشكل أساسي في أفعاله المضادة للالتهابات والمضادة للأكسدة.
5. أدوار محتملة أخرى
تقترح الدراسات ما قبل السريرية أدوارًا إضافية للرمان:
- مكافحة السرطان: تأثيرات مضادة للانتشار ومحفزة لموت الخلايا المبرمج (pro-apoptotic) في سياقات سرطان الثدي والبروستاتا، من خلال تثبيط مسارات ورمية متعددة.
- صحة الأمعاء (الميكروبيوم): تتحول الإيلاجيتانينات إلى مستقلبات نشطة بيولوجيًا قد تؤثر على الالتهاب والإجهاد التأكسدي لدى المضيف. ويُعتقد أن اليوروليثين (urolithins) المشتقة من الأمعاء قد تساهم في التمثيل الغذائي للطاقة الخلوية وطول العمر.
- صحة الجلد: يتم استكشاف مستحضرات الرمان الموضعية والشفوية لحماية الجلد من الضوء، والمساعدة في التئام الجروح، وتخفيف الاحمرار.
الخلاصة
تعد منتجات الرمان أغذيةً وظيفية متعددة الأهداف تساعد في تحقيق التوازن التأكسدي، والتحكم في الالتهابات، والتخفيف من التدهور الوظيفي المرتبط بالعمر. وقد تبين أن كلًا من العصائر والمستخلصات الموحدة يمكن أن تحقق مستويات مماثلة من تعرض الجسم لمستقلبات الإيلاجيتانين عند مضاهاة محتواها من البوليفينول. ومع ذلك، يُنصح الأفراد الذين يفكرون في تناول المكملات الغذائية المركزة بالتشاور مع الأطباء بسبب التفاعلات المحتملة مع الأدوية أو في حالات خاصة (مثل الحمل أو الجراحة).
