التخثر، أو تكوّن جلطة دموية داخل أحد الأوعية الدموية، هو حالة طبية خطيرة تُوصف أحياناً بـ”القاتل الصامت” لعدم ظهور أعراض واضحة عليها دائماً في البداية. إذا تم تجاهلها، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة مثل الانسداد الرئوي أو السكتة الدماغية، وفقًا لما جاء في موقع (indiatvnews).

ما هو التخثر (Thrombosis)؟
التخثر هو عملية تكوّن خثرة دموية (Thrombus) داخل وعاء دموي (شريان أو وريد)، مما يؤدي إلى عرقلة تدفق الدم الطبيعي. يُصنف التخثر إلى نوعين رئيسيين:
- التخثر الوريدي (Venous Thrombosis): يحدث في الأوردة (التي تعيد الدم إلى القلب).
- تخثر الأوردة العميقة (DVT): وهو الأكثر شيوعاً، حيث تتكون الجلطة في وريد عميق، غالباً في الساقين أو الفخذين.
- الانسداد الرئوي (PE): هو حالة تهدد الحياة تحدث إذا انفصل جزء من جلطة DVT وانتقل إلى الرئتين، مما يعيق إمداد الأكسجين.
- التخثر الشرياني (Arterial Thrombosis): يحدث في الشرايين (التي تحمل الدم الغني بالأكسجين بعيداً عن القلب)، ويمكن أن يؤدي إلى نوبات قلبية أو سكتات دماغية.
أسباب وعوامل خطر التخثر
يُشير الأطباء إلى أن التخثر يتطور عادةً نتيجة مزيج من عدة عوامل، أهمها ما يُعرف بـ “ثالوث فيرشو” (Virchow’s Triad):
| عامل الخطر | الشرح |
| الجمود (Immobility) | الجلوس لفترات طويلة (مثل العمل المكتبي أو السفر الطويل) يؤدي إلى تباطؤ تدفق الدم، مما يزيد من فرص تكوّن الجلطات. |
| تلف الأوعية الدموية | إصابات الأوعية، أو الجراحة، أو الالتهابات يمكن أن تحفز عملية التجلط كاستجابة أولية. |
| تكوين الدم | بعض الحالات تجعل الدم أكثر “لزوجة” أو كثافة، مثل الاستعدادات الوراثية، أو العلاج الهرموني، أو الإصابة بأمراض أخرى (مثل السرطان). |
عوامل خطر إضافية:
- السمنة والتدخين.
- الجفاف ومرض السكري غير المنضبط.
- الراحة الطويلة في الفراش (بعد الجراحة أو المرض).
علامات التحذير التي يجب عدم تجاهلها
تختلف الأعراض حسب مكان تكوّن الجلطة، ولكن يجب اعتبار ظهور أي منها حالة طارئة تستدعي التدخل الطبي الفوري:
في الساقين أو الذراعين (تخثر الأوردة العميقة – DVT):
- تورم في طرف واحد (غالباً في الساق أو الفخذ).
- ألم أو ليونة مستمرة.
- دفء الجلد، أو احمراره، أو تغير لونه.
في الرئتين (الانسداد الرئوي – PE):
- ضيق مفاجئ في التنفس.
- ألم في الصدر، خاصة عند التنفس بعمق.
- الدوخة، أو تسارع ضربات القلب، أو الإغماء.
في الدماغ أو القلب (التخثر الشرياني):
- تنميل أو ضعف في جانب واحد من الجسم.
- تلعثم في الكلام أو مشاكل في الرؤية (احتمال سكتة دماغية).
- ألم في الصدر، تعرق، أو غثيان (احتمال نوبة قلبية).

التشخيص والعلاج
- التشخيص: يبدأ عادةً بالموجات فوق الصوتية لرؤية الأوردة، واختبارات دم خاصة (مثل D-dimer)، وقد تُستخدم الأشعة المقطعية (CT scan) لتأكيد الانسداد الرئوي.
- العلاج: يعتمد على شدة الحالة، ويشمل:
- مضادات التخثر (مخففات الدم): لمنع الجلطة من النمو أو العودة.
- أدوية تفتيت الجلطة (حالّات الخثرة): تستخدم في الحالات الطارئة.
- الجوارب الضاغطة: للمساعدة في تحسين الدورة الدموية بعد التعافي.
نصائح يومية للوقاية من التخثر
الوقاية تبدأ بالعادات اليومية، وينصح الخبراء بما يلي:
- الحركة المنتظمة: يجب الوقوف، أو التمدد، أو المشي لمدة 5 دقائق كل ساعة إذا كانت لديك وظيفة مكتبية.
- الترطيب: حافظ على شرب كمية كافية من الماء، خاصة أثناء السفر الطويل.
- تجنب السموم: الإقلاع عن التدخين.
- النظام الغذائي: تناول الأطعمة المفيدة لصحة القلب والغنية بأحماض أوميغا-3، والألياف، ومضادات الأكسدة.
- الوزن والرياضة: الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام لتقليل الضغط على الأوردة.
- الرعاية الطبية: المتابعة المنتظمة إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
- السفر: ارتداء جوارب ضاغطة في الرحلات الطويلة إذا كنت معرضاً للخطر.
التخثر مرض يمكن التحكم فيه وإدارته بالوعي والتشخيص المبكر والرعاية الوقائية.





