الصحة والغذاء

الأدوية.. متى يجب تناولها.. وكيف؟

تؤكد عدة دراسات طبية أن حوالي خمسين بالمئة من الناس يخطئون في تناول الأدوية التي يصفها لهم الطبيب، وذلك بتناولهم الدواء في الوقت غير المناسب من النهار أو عدم الانتظام في تناوله، أو بتناول مقادير متفاوتة منه في كل مرة، أو بالتوقف عن تناول الدواء، ما يخفف من تأثيره فيصبح عديم الجدوى أو ضارًا بالمريض.

لتفادي المشاكل المحتمل حدوثها من جراء سوء استعمال الدواء الموصوف من الطبيب، تقدم د.صفاء الرويلي، المتخصصة في علم الأدوية بمركز هيلز الدولي بأبوظبي عدة نصائح في هذا الإطار.

إذا كنت تتناول أقراصًا دوائية كالمسكنات إلى جانب ما يصفه لك الطبيب، فينبغي الاستفسار عن ذلك منه. ويجب الحذر من تناول حبوب الأسبرين إلى جانب الأدوية المميعة للدم.

كما أن تناول الأدوية المضادة للتحسس دون وصفة طبية إلى جانب الأدوية التي يصفها الطبيب قد يزيد من تأثير المسكن لهذه الأدوية كالمنومات والمهدئات وبعض مسكنات الألم.

فإذا كنت تتناول أدوية وصفها لك الطبيب فيستحسن أن تستشير الطبيب عن الأدوية الأخرى التي يجب أن تمتنع عن تناولها.

الطعام والدواء

بعض الأطعمة تضعف من تأثير الدواء وقد تبطله كليًا، والمثال على ذلك إعطاء دواء (التتراسيكلين) مع الحليب أو مشتقات الألبان (كالجبنة) لأن الكالسيوم في الحليب يعيق ويقلل من امتصاص التتراسيكلين.

وكذلك فإن تناول بعض الأدوية المضادة للاكتئاب مع الأجبان أو اللبن الرائب له أيضًا انعكاسات على الصحة.

الفيتامينات

بعض الأدوية أيضًا تعيق من الاستفادة من الفيتامينات إذا استخدمت لمدة طويلة من الزمن. كما أن استخدام بعض المدرات البولية لأمد طويل قد يؤدي إلى نقص في كمية البوتاسيوم في الدم. أما حبوب منع الحمل فتقلل من كمية فيتامين (ب) ومن حمض الفوليك في الدم. ومن حسن الحظ أنه يمكن تصحيح هذه التبدلات بإدخال تعديل على الترتيب الغذائي بمشورة الطبيب المعالج.

السجائر

من الملاحظ أن نسبة الإصابات بأمراض القلب (الجلطة القلبية والدماغية) أو بالاضطرابات الدورانية قد ازدادت بين النساء المدخنات اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل.

وإذا كان التدخين في مجمله العام مضرًا بالصحة، فإن تفاعله السيئ مع الأدوية يعد أكثر ضررًا.

أسئلة شائعة.. والرد عليها

– هل تشوش الأدوية المستخدمة نتائج فحص تحري الحمل؟

الأدوية المضادة للاكتئاب قد تؤدي إلى تشويش نتيجة الفحص المخبري لتحري الحمل بحيث تكون نتيجة الفحص المخبري إيجابية كاذبة، كما أن استخدام الأسبرين بمقادير عالية لمدة طويلة من الزمن قد يشوش نتيجة تحري السكر في الدم. فإذا طلب الطبيب إجراء بعض الفحوص المخبرية فلابد من سؤاله عن ضرورة الامتناع عن تناول بعض الأدوية المستخدمة.

– متى تتلف الأدوية؟

بعض الأدوية معدة للاستخدام لهدف أو غرض محدد فإذا تم تحقيق النتائج المتوخاة من الدواء فعندها يتلف الدواء، أما إذا كان الدواء معدًا للاستعمال لمدة طويلة (لمعالجة حالة مزمنة) فينتبه إلى تاريخ انتهاء صلاحية الدواء المطبوعة على العلبة.

– هل ينبغي حفظ الأدوية بالبراد؟

ليس من الضروري ذلك ما لم يذكر على العبوة، لكن بعض الأشكال الدوائية تحتاج لوضعها في البراد كالأشكال السائلة من المضادات الحيوية المعدة للأطفال أو التحاميل الشرجية، أما خلاف ذلك فتحفظ الأدوية عادة في مكان جاف ومعتدل الحرارة، ولكن بعيدًا عن حرارة الشمس وأشعتها وبعيدًا عن الأماكن الرطبة والدافئة كالحمام مثلاً.

– إذا وصف الطبيب مضادًا حيويًا لمعالجة التهاب المثانة وزالت الأعراض بسرعة قبل نفاد كمية الدواء فهل ينبغي تناول الكمية المتبقية؟

نعم، يجب أخذ كامل كمية الدواء الموصوفة من الطبيب دون إنقاصها، وذلك تلافيًا لحصول أي نكس محتمل، وللتأكد من إبادة كافة الجراثيم المسببة لهذا الالتهاب.

إن التوقف عن تناول الدواء بشكل مبكر (عند الشعور بزوال الأعراض) قد يؤدي إلى انتكاس المرض لتصبح معالجته أكثر صعوبة وتعقيدًا.

– إذا أصيب طفلان شقيقان بالتهاب في البلعوم فهل يمكن إعطاء نفس الدواء لكل منهما؟

کلا، فقد تكون الإصابة واحدة لكن الأسباب قد تكون مختلفة، فالدواء قد يفيد أحد الطفلين وقد يكون عديم الفائدة للطفل الآخر.

لا تتناول الدواء الموصوف للآخرين أو تعطيه للآخرين قبل استشارة الطبيب.

– إذا حدد الطبيب وصفته بأن يؤخذ الدواء أربع مرات في اليوم فمتى يجب أخذ كل جرعة؟

إن ذلك يعني أن تؤخذ الجرعة أربع مرات في اليوم بفاصل زمني متساوٍ  بين كل جرعة وخلال فترة النهار (أي كل 3 ساعات جرعة خلال النهار).

أما إذا حدد في الوصفة أن يؤخذ الدواء كل أربع ساعات فذلك يعني ساعات النهار والليل معًا.

– ما العمل إذا نسيت تناول إحدى الجرعات؟

إن ذلك يتوقف على نوع الدواء المستخدم، ففي بعض الحالات يجب تناول الدواء عند تذكر الجرعة الناقصة، وفي حالات أخرى تؤخذ جرعة مضاعفة مع الجرعة التالية ولابد من استشارة الطبيب في كلتا الحالتين.

إذا حدث لديك تحسس شديد من الدواء فتوقف فورًا عن تناوله واتصل بالطبيب لاستشارته في الأمر.

– ما هي الأدوية التي يتحسس الناس منها؟

إن الحوادث التحسسية قد تحصل نتيجة استعمال أي مادة دوائية، وحتى من المواد المساعدة الداخلة في التركيب كالمواد الملونة والمعطرة لتحسين المذاق أو الحافظة.

ويعتبر البنسيلين في طليعة الأدوية المسببة للتحسس، كما أن التحسس من مركبات السولفا أو الأسبرين أمر شائع.

ويجب إبلاغ الطبيب فورًا عند حدوث التفاعل التحسسي، كما ينبغي لفت انتباهه إلى الأدوية التي تثير التفاعل التحسسي قبل أن يحرر الوصفة الطبية.

– هل تؤثر الأدوية على الوظيفة الجنسية؟

يعتقد بعض الاختصاصيين أن بعض الأدوية يؤثر سلبًا على الوظيفة الجنسية (كحدوث تراجع في الرغبة الجنسية أو في حدوث العنة) من هذه الأدوية المهدئات النفسية أو مضادات الاكتئاب أو الأدوية الخافضة لارتفاع ضغط الدم، بينما يشكك آخرون بأن تكون هذه الأدوية مسؤولة عن هذا الضعف الجنسي، ويقولون إن القلق النفسي أو الاكتئاب أو عوامل نفسية أخرى قد تكون هي السبب في ضعف القدرة الجنسية.  

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم