الصحة والغذاء

أمراض الشتاء والوقاية منها

يحل علينا فصل الشتاء كل عام مصطحبًا معه العديد من الأمراض المعدية التي تتسبب بها مختلف أنواع الفيروسات، بعض هذه الأمراض تسبب أعراضًا شبيهة بنزلات البرد الشديدة، والبعض الآخر قد يسبب التقيؤ والإسهال، وأحيانًا تتجمع هذه الأعراض معًا، ومعظم هذه الإصابات الفيروسية تُشفى تلقائيًا، أي أنها تتحسن بدون علاج، ولكنها تشترك في شيء واحد وهو أنها معدية، فتنتشر من شخص لآخر بكل سهولة، وغالبًا ما يقضي الناس أوقاتهم في فصل الشتاء معًا داخل البيت في جو مزدحم، ومن ثم فالاتصال القريب يساعد على انتشار العدوى عن طريق السعال أو العطس أو ما شابه, كما أن بعض الفيروسات توجد بكثرة في الجو خلال أشهر الشتاء.

الوقاية خيرٌ من العلاج

من أمراض الشتاء، «القيء الشتوي»، وهو مرض يسببه أحد الفيروسات شديدة الإصابة، وينتشر بسرعة في المدارس والمكاتب ويسبب الحمى والقيء والإسهال، وتستمر أعراضه عادة لمدة يوم إلى يومين تقريبًا، ويكون معديًا أثناء الأعراض، وحتى بعد يومين من توقف أعراضه، لذا فإن الاهتمام بالنظافة الصحية بشكل عام ضروري للغاية للوقاية منه، وهناك أيضًا «نزلة البرد»، وهو مرض قصير الأمد، أقل من أسبوعين عادة، ولا يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة إلا عند الأطفال، وتسبب نزلة البرد تهيجًا في المسالك الهوائية بما فيها الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم والحنجرة والشعب الهوائية.

وغالبًا ما تتسبب في نزلة البرد فيروسات مختلفة قد يكون لكل فيروس نمط مختلف بالنسبة إلى الأعراض التي يسببها وحِدتها، وهناك أكثر من 100 نوع من فيروسات نزلة البرد المعروفة، ويساعد على الإصابة كذلك التعب الزائد والتوتر وعوامل أخرى تضعف دفاعات الجسم المناعية، إضافة إلى ذلك قد تسبب البكتيريا التي تعيش في الأنف والحلق عدوى ثانوية كإصابات الأذن والجيوب الأنفية البكتيرية، والتهاب الشعب البكتيري.

وتبدأ أعراض وعلامات نزلة البرد عادة بألم فجائي في الحلق في البداية، يتبعه عَطسٌ واحتقان في الأنف مع تعب عام، وغالبًا لا يصاحبها ارتفاع في حرارة الجسم لدى البالغين، ولكنها قد تصل عند الأطفال والرضع إلى 39 درجة مئوية، وإذا وجِد السعال فقد يستمر من أسبوعين إلى ثلاثة، كما يشير اللعاب الأخضر أو الأصفـر أو الإفرازات الأنفية إلى التهـاب ثانوي في الشعب أو التهاب الجيوب الأنفية، ويتمثل العلاج في إراحة الجسم أثناء مقاومته للإصابة، حيث إن دفاعات الجسم المناعية وحدها هي التي تستطيع مقاومته والتخلص منه، أما المضادات الحيوية فلن تساعد، ولكنها قد تستخدم في العلاج أو الوقاية من الإصابات البكتيرية الثانوية.

ومن أمراض الشتاء المعروفة أيضًا «الإنفلونزا»، وهو مرض معد يصيب الجهاز التنفسي وتسببه فيروسات الإنفلونزا، وقد ينتج عنه أعراض مرضية شديدة ومضاعفات قد تكون خطيرة، وعند الإصابة بهذا المرض ينصح بقدر كبير من الراحة وتناول كثير من السوائل وتجنب التدخين، بالإضافة إلى تناول الأدوية التي تخفف من أعراضه بعد استشارة الطبيب، فإصابات البرد والإنفلونزا معدية بدرجة عالية، وفي المراحل الأولى من الإصابة قد تتشابه إصابة البرد السيئة وحالة الإنفلونزا الخفيفة، ومع ذلك فإلانفلـونزا مرض خطير قد تكون له مضاعفات تهدد الحياة على خلاف البرد.

وللوقاية من أمراض الشتاء ينبغي أولاً أخذ التطعيمات اللازمة والمحافظة على النظافة الشخصية، ونظافة الأدوات المستخدمة، وبخاصة أدوات الأطفال كالألعاب والأكواب لتجنب نقل العدوى، وكذلك ينبغي فتح النوافذ وتهوية أماكن الجلوس لتقليل تركيز الفيروسات والجراثيم داخل الغرفة، وينصح بممارسة الرياضة لمرونة المفاصل وزيادة تدفق الدم ولنشاط الدورة الدموية، وينصح بالتغذية السليمة وتناول المشروبات الدافئة والعصيرات التي تحتوي على فيتامين (C) ، مثل: الحمضيات، والكيوي والجوافة، كذلك الموز الغني بالمغنيسيوم، فضلاً عن الخضروات الملونة، والإكثار من شرب الماء والسوائل، والابتعاد عن التدخين والكافيين.

اضف تعليق

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم