كشفت دراسة جديدة واسعة النطاق نُشرت في مجلة JAMA Oncology عن فائدة غير متوقعة لفئة أدوية إنقاص الوزن والسكري المعروفة باسم ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1)، حيث أشارت النتائج إلى أن هذه الأدوية مرتبطة بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، خاصة لدى النساء اللواتي يعانين من السمنة.
منهجية البحث والنتائج الأساسية
أجرى باحثون من جامعة إنديانا وجامعة فلوريدا تحليلاً لسجلات صحية شملت 86,632 بالغاً مؤهلاً لتلقي علاجات السمنة. وتمت مقارنة معدلات الإصابة بـ 14 نوعاً من السرطان بين مستخدمي أدوية GLP-1 وغير المستخدمين لها.
أظهرت النتائج انخفاضاً “كبيراً” في المخاطر الإجمالية للسرطان بين الأفراد الذين تناولوا أدوية GLP-1. وكانت الصلة أكثر وضوحاً في أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة.
السرطانات الأكثر تأثراً
ارتبط استخدام أدوية GLP-1 بشكل خاص بانخفاض خطر الإصابة بثلاثة أنواع من السرطان:
- سرطان بطانة الرحم (Endometrial cancer).
- سرطان المبيض (Ovarian cancer).
- الورم السحائي (Meningioma cancer).
الآلية البيولوجية المحتملة
يفسر الخبراء هذه العلاقة بأنها ترجع جزئياً إلى الدور الذي تلعبه هذه الأدوية في مكافحة السمنة، وهي عامل خطر رئيسي لكثير من السرطانات النسائية. وتشمل الآليات المقترحة:
- انخفاض الإستروجين: تؤدي السمنة إلى زيادة إنتاج هرمون الإستروجين من الخلايا الدهنية. ونظراً لأن سرطان بطانة الرحم والمبيض غالباً ما يكون حساساً للإستروجين، فإن إنقاص الوزن يقلل من إنتاج هذا الهرمون، مما يحد من نمو السرطان.
- تقليل الالتهاب ومقاومة الأنسولين: تساعد أدوية GLP-1 في تحسين حساسية الأنسولين وتقليل الالتهاب المزمن، وهي حالات مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
الحاجة إلى مزيد من البحث
على الرغم من النتائج الإيجابية، لاحظ الباحثون وجود ارتباط بين استخدام أدوية GLP-1 وزيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى.
وأكد فريق الدراسة أن هذه النتائج تستدعي مزيداً من دراسات المتابعة طويلة الأجل لتوضيح الآليات البيولوجية الكامنة وتأكيد الآثار السريرية الوقائية لهذه الأدوية. ويُنصح دائمًا بأن يتم وصف ومراقبة استخدام هذه الأدوية من قبل أطباء متخصصين في إدارة الوزن.
