الصحة والغذاء

أبناؤنا وغذاؤهم المدرسي

جميلة هى الحياة بأزاهيرها البشرية المتفتحة في أوائل عمرها, تنبعث إلى نفسك البهجة والسرور ويتسلل إليك بريق الأمل وأنت ترى الأطفال في الصباح الباكر.. تراهم وهم يحملون حقائبهم الملأى براءة وجمالاً وبشرًا..!!

ولا تكاد تنتهي رنة الجرس حتى يتهافت الطلاب على شراء وجباتهم أو إخراجها من حقائبهم.. ومن هنا ينتابك الخوف أو القلق إذا آمنت بأن الغذاء هو قوام الإنسان وسر صحته وذكائه ومستوى قدراته العقلية، وهذا ما أثبتته التجارب والأبحاث الطبية.. تخاف لأنك تعلم أن هذه الوجبات لا تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة التي تغذي الإنسان وتسهم في عملية نموه النمو الصحيح الذي يترتب عليه نمو بنية جسمية صحيحة.

ومن هذا المنطلق يؤسفك تصرف الجهتين المسؤولتين عن صحة الطالب وغذائه، فالأولى هي الأسرة، ونرى العديد من الأسر تزود أبناءها ببعض المأكولات غير المفيدة مثل الحلويات والبساكيت والفشفاش وغيرها, أما الجهة الأخرى وهي المدرسة والخطر يكمن في مقاصفها, ففي كثير من المدارس لا تتوفر فيها مقومات البيئة الصحية إضافة إلى بيع المأكولات ناقصة القيمة الغذائية وإعداد الساندويتشات منذ فترة طويلة قد تعرضها للتسمم.

ومما تقتضيه الأمانة في المقام الأول تجاه هذا الجيل الصاعد أن نحرص عليهم، وأن نقدم لهم الغذاء الصحي المتنوع حتى وإن كان ذلك متعارضًا مع رغباتهم وذوقهم الغذائي، أو تقبلهم لذلك الأمر في البداية، ولكنها بالتأكيد مسألة وقت تواجه في البداية عادة بالرفض والتذمر أو الشعور بالحرمان الطفولي, ولكننا بذلك نحاول أن  نلغي ثقافة العيب أو الخجل بتزويدنا أبناءنا يبعض الخضراوات والفواكه والتمور، وكذلك العصائر الطازجة والحليب، وأن تحرص المدرسة على الاهتمام بذلك وأن تغرسه في نفوس طلابها لأننا بذلك نؤصل لثقافة وعادة غذائية من شأنها ظهور جيل صحي يبني صحته على الغذاء السليم, وكما قيل: العقل السليم في الحسم السليم.. ثم ليتنا نهمس في آذانهم بشكر المنعم عليهم بهذه النعمة والحفاظ عليها.

بقلم/ علي بن سعد الفيصل

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم